فسره بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر وما أشبه ذلك ولم يذكر الجلوس ولعل المراد بما أشبه الذكر وقراءة القران ويجوز ان يكون البكاء من خشية الله والتفكر في مصنوعات الله وتعديد آلاء الله والاعتراف بالذنوب من جملته وهل مجرد الجلوس بعد الصلاة تعقيب كما يقتضيه كلام ابن الأثير فيه تأمل وعلى كل تقدير فله فضل عميم كما يستفاد من بعض الأحاديث الآتية واستحباب التعقيب متفق عليه بين المسلمين والأخبار الدالة عليه متواترة روى الكليني والشيخ عنه عن زرارة في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر (ع) قال الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا وروى الشيخ عن محمد بن مسلم في الصحيح عن أحدهما (ع) قال الدعاء دبر المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع وعن الوليد بن صبيح في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد يعنى بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة والظاهر أن التفسير للوليد أو لغيره وهم أجلاء فيكون معتبرا وعن منصور بن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) قال من صلى صلاة فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله وحق على الله ان يكرم ضيفه وقد ورد في تفسير قوله تعالى فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب عن الباقر والصادق عليهما السلام إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك وروى الكليني عن الحسن بن المغيرة انه سمع أبا عبد الله (ع) يقول إن فضل الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة قال ثم قال ادعه ولا تقل قد فرغ عن الامر فان الدعاء هو العبادة ان الله عز وجل يقول إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وقال ادعوني استجب لكم وقال إذا أردت ان تدعو الله فمجده واحمده وسبحه وهلله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله ثم سل تعط وروى عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أيما امرئ جلس في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر حتى يطلع الشمس كان له من الاجر كحجاج بيت الله وعن الصادق (ع) عن ابائه عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار إلى غير ذلك من الاخبار ويعضده الواردة في فضل الدعاء والحث عليه من أراد كثيرا منها فليرجع إلى في كتاب الدعاء من الكافي وروى الشيخ عن معوية بن عمار في الصحيح قال قلت لأبي عبد الله (ع) رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة فتلا هذا القران فكانت تلاوته أكثر من دعائه ودعا هذا أكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل قال كل فيه فضل كل حسن قلت اني قد علمت كلا حسن وان كلا فيه فضل فقال الدعاء أفضل إما سمعت قول الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين هي والله أفضل هي والله العبادة أليست هي أشدهن هي والله أشدهن وروى الصدوق عن هشام بن سالم في الصحيح أنه قال لأبي عبد الله (ع) اني اخرج وأحب ان يكون معقبا فقال إن كنت على وضوء فأنت معقب وأفضله تسبيح الزهراء وقد ورد في فضله اخبار كثيرة فمن ذلك ما رواه الشيخ عن عبد الله بن سنان في الصحيح قال قال أبو عبد الله (ع) من سبح تسبيح فاطمة الزهراء قبل ان يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدأ بالتكبير ورواه الكليني باسناد اخر من الصحاح عن عبد الله وروى الكليني عن ابن أبي نجران عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة المائة واتبعه بلا إله إلا الله غفر له روى الشيخ عن أبي هارون المكفوف عن أبي عبد الله (ع) قال يا أبا هارون انا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (ع) كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لا يلزمه عبد فشقي وعن صالح بن عقبه عن أبي جعفر (ع) قال ما عبد الله بشئ من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة (ع) ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة (ع) وفي بعض نسخ التهذيب التمجيد بدل التحميد وعن أبي خالد القماط قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول تسبيح فاطمة (ع) في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة الف ركعة في كل يوم ويدل على أفضليته رواية صالح بن عقبة ورواية مفضل بن عمر الآتية وما رواه الكليني عن أبي أسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد الأعرج عن أبي عبد الله (ع) قال تسبيح فاطمة (ع) من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل اذكروا الله ذكرا كثيرا والمشهور في ترتيبه ما دل عليه ما رواه الكليني عن محمد بن عذافر في الصحيح قال دخلت مع أبي على أبي عبد الله (ع) فسئله أبي عن تسبيح فاطمة (ع) فقال الله أكبر حتى احصى أربعا وثلثين مرة ثم قال الحمد لله حتى بلغ سبع وستين ثم قال سبحان الله حتى بل مائة يحصيها بيده جملة واحدة رواها الشيخ عن الكليني وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال تبدأ بالتكبير أربعا وثلثين ثم التحميد ثلثا وثلثين ثم التسبيح ثلثا وثلثين ونقل ابن بابويه تقديم التسبيح على التحميد وكلامه ليس بصريح في الترتيب حيث قال وهي أربع وثلثون تكبيرة (وثلث وثلثون تسبيحة) وثلث وثلثون تحميدة فان الواو غير دالة على الترتيب ويناسب قوله وقول النبي صلى الله عليه وآله في اخر حديث تضمن علة انتساب التسبيح إلى فاطمة (ع) اوردها الصدوق في الفقيه مرسلا أفلا أعلمكا ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلثين تكبيرة وسبحا ثلثا وثلثين (تسبيحة واحمدا ثلث وثلثين) تحميدة ويناسبه أيضا ما رواه الشيخ في باب فضل شهر رمضان عن المفضل بن عمير في الضعيف عن أبي عبد الله (ع) في جملة حديث طويل فإذا سلمت في الركعتين سبح تسبيح فاطمة وهو الله أكبر أربعا وثلثين مرة وسبحان الله ثلاثا وثلثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلثين مرة فوالله لو كان شيئا أفضل منه لعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إياها والتعويل على المشهور ويستحب ان يكون بالتربة الحسينية لما نقل الشيخ في المصباح فقال روى عن الصادق (ع) من أراد الحجر من تربة الحسين فاستغفر ربه مرة واحدة كتب الله له سبعين مرة وان أمسك التسبيحة بيده ولم يسبح بها ففي كل حبه منها سبع مرات وروى الشيخ عن محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري قال كتبت إلى الفقيه أسأله هل يجوز ان يسبح الرجل بطين القبر وهل فيه فضل فأجاب وقرات التوقيع ومنه نسخت يسبح به فما شئ من التسبيح أفضل منه ومن فصله ان المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فكتب له ذلك التسبيح وما نقل بعض أصحابنا المتقدمين صورة التوقيع بنحو مما ذكر ثم قال وفيه أيضا يعنى التوقيع وسئل عن السجدة على لوح من طين القبر هل فيه فضل فأجاب يجوز ذلك وفيه الفضل وقال ابن بابويه في الفقيه قال (ع) يعنى الصادق السجود على طين قبر الحسين (ع) ينور إلى الأرضين السبعة ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين (ع) كتب مسبحا وان لم يسبح بها والتسبيح بالأصابع أفضل منه بغيرها لأنها مسؤلات يوم القيمة انتهى ويستحب ان يتبع تسبيح الزهراء (ع) بلا (اله) الا الله لما مر وروى الشيخ عن محمد بن مسلم في الحسن قال سألت أبا عبد الله (ع) عن التسبيح فقال ما علمت شيئا موظفا غير تسبيح فاطمة صلوات الله عليها وعشر مرات بعد الغداة تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى بيده الخير وهو على كل شئ قدير لكن الانسان يرد تسبيح ما شاء تطوعا وعن زرارة في الحسن عن أبي جعفر (ع) قال ما يجزيك من الدعاء بعد الفريضة ان تقول اللهم إني أسئلك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك اللهم إني أسئلك عافيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزى الدنيا وعذاب الآخرة والدعاء الواردة في عقيب الصلوات العامة لكل صلاة أو مخصوصة بعضها كثيرة ولأصحابنا رضوان الله عليهم أجمعين في هذا الباب كتب مبسوطة فمن أرادها فليرجع إليها وينبغي التنبيه على أمور الأول قال المصنف في المنتهى أفضل ما يقال ما نقل عن أهل البيت عليهم السلام وهو انه إذا سلم كبر ثلاثا يرفع يديه إلى شحمتي اذنيه قبل ان يثنى رجليه وروى الشيخ عن صفوان في الصحيح قال رأيت أبا عبد الله (ع) إذا صلى وفرغ من صلاته رفع يديه جميعا فوق الرأس ويظهر في المنتهى اختصاصه بالامام الثاني يستحب مؤكدا سجدة الشكر بعد الصلاة وفيها فضل كثير روى الشيخ في الصحيح عن مرازم عن أبي عبد الله (ع) قال سجدة الشكر واجبة على كل مسلم يتم بها صلاتك وترضى بها ربك وتعجب الملائكة منك وان العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح له الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدي قربتي وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ماذا قال فتقول الملائكة يا ربنا رحمتك ثم يقول الرب تعالى ثم ماذا له قال فتقول الملائكة يا ربنا حسبك فيقول الرب تعالى ثم ماذا له فنقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمة فيقول الرب تعالى ثم ماذا فلا يبقى شئ من الخير الا قالته الملائكة فيقول الله تعالى يا ملائكتي ثم ماذا فتقول الملائكة يا ربنا لا علم لنا فيقول الله تعالى لأشكرنه كما شكرني واقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي وروى الصدوق عن عبد الرحمن بن الحجاج في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال من سجد سجدتي الشكر وهو متوض كتب الله له بها عشر صلوات ومحا عنه عشر خطايا عظام والاخبار في هذا الباب كثيرة وفي الذكرى روى الأصحاب أدنى ما يجزي فيها أن يقول شكرا ثلثا وقال الصادق (ع) ان العبد إذا سجد فيقول يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب عز وجل لبيك ما حاجتك واذكارها كثيرة منها ما رواه الكليني عن عبد الله بن جندب قال سألته أبا الحسن (ع) عما أقول في سجدة الشكر فقد اختلف أصحابنا فيه
(٢٩٦)