وذلك قاله أبو جعفر لامرأة سوء من بني أمية صلى عليها أبي وقال هذه المقالة واجعل الشيطان لها قرينا الحديث وروى ابن بابويه عن عبيد الله بن علي الحلبي في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أنه قال إذا صليت على عدو لله عز وجل فقل اللهم انا لا نعلم الا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجله إلى النار فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق عليه قبره فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه ومنها ما رواه الكليني عن ابن أبي نصر قال يقول اللهم اخز عبدك في بلادك وعبادك اللهم أصله نارك وأذقه أشد عذابك فإنه كان يعادي أوليائك ويوالي أعداءك ويبغض أهل بيت نبيك وعن حماد بن عثمان في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أو عن من ذكره عن أبي عبد الله (ع) قال ماتت امرأة من بني أمية فحضرها فلما صلوا عليها ورفعوها وصارت على أيدي الرجال قال اللهم ضعها ولا ترفعها ولا تزكها قال وكانت عدوه لله قال ولا اعلم الا قال ولنا واعلم أن هذه الروايات غير ناهضة باثبات الوجوب بناء على ما قررناه مرارا من أن الامر المجرد عن قرينة خارجة في الاخبار الخاصية غير واضحة الدلالة على الوجوب مع معارضتها بما يفهم من رواية أم سلمة السابقة في الجملة فالحكم بوجوب الدعاء على المخالف سيما غير الناصب محل تأمل ويدعو بدعاء المستضعفين إن كان الميت منهم واختلف كلام الأصحاب في تفسير المستضعف فقال ابن إدريس انه من لا يعرف اختلاف الناس في المذاهب ولا يبغض أهل الحق على اعتقادهم وعرفه الشهيد في الذكرى بأنه الذي لا يعرف الحق ولا يعاند فيه ولا يوالي أحدا بعينه وحكى عن المفيد في الغرية انه عرفه بأنه الذي يعرف بالولاء ولا يتوقف عن البراءة والتفسيرات متقاربة وربما يفسر بمن يعرف الحق ولا يعرف الدليل عليه والظاهر أنه ليس بجيد لدخول هذا القسم في المؤمن على الظاهر ويؤيده ما رواه الكليني في كتاب الايمان والكفر في باب المستضعف عن إسماعيل (الجعفي) عن أبي جعفر عليه السلام في جملة حديث قلت فهل سلم أحد لا يعرف هذا الامر فقال لا الا المستضعفين قلت من هم قال نساؤكم وأولادكم ثم قال أرأيت أم أيمن فاني اشهد انها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه وأورد الكليني في الباب المذكور والذي قبله اخبارا نافعة في تحقيق معنى المستضعف من أراد فليرجع إليه وان يحشره مع من يتولاه ان جهل حاله والظاهر أن معرفة بلد الميت الذي يعرف ايمان أهلها كاف في الحاقه بهم ولنورد طرفا من الأخبار الواردة في بيان كيفية الدعاء للمستضعف والمجهول روى الكليني عن محمد بن مسلم في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أحدهما (ع) قال الصلاة على المستضعف والذي لا يعرف الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله والدعاء للمؤمنين والمؤمنات يقول ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى اخر الآيتين وعن الفضيل بن يسار في الحسن بإبراهيم عن أبي جعفر (ع) قال إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء وإن كان واقفا مستضعف فكبر وقل اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم هكذا وجدنا الخبر في التهذيب والكافي ونقل الشارح الفاضل وإن كان منافقا مستضعفا قال وفي هذا الخبر دلالة على أن المنافق هو المخالف مطلقا لوصفه له بكونه قد يكون مستضعفا فكيف يختص بالناصب وعلى ان المستضعف لابد ان يكون مخالفا فيقرب حينئذ تفسير ابن إدريس وسقط قول بعضهم ان المراد من لا يعرف دلائل الحق انتهى وروى الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إن كان مستضعفا فقل اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم وإذا كنت لا تدري ما حاله فقل اللهم إن كان يحب الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه وإن كان المستضعف منك بسبيل فاستغفر له على وجه الشفاعة لاعلى وجه الولاية ورواه ابن بابويه عن الحلبي في الصحيح وروى ابن بابويه عن زرارة ومحمد بن مسلم في الصحيح عن أبي جعفر (ع) أنه قال الصلاة على المستضعف والذي لا يعرف مذهبه يصلي على النبي صلى الله عليه وآله ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويقال اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ويقال في الصلاة على من لا يعرف مذهبه اللهم هذه النفوس أنت أحييتها وأنت أمتها اللهم ولها ما تولت واحشرها مع من أحبت قوله ويقال في الصلاة على من لا يعرف مذهبه يحتمل ان يكون من كلام الصدوق ويحتمل ان يكون تتمة للحديث وروى الكليني عن ثابت بن أبي المقدام قال كنت مع أبي جعفر (ع) فإذا بجنازة القوم من حيرته فحضرها وكنت قريبا منه فسمعته يقول اللهم انك أنت خلقت هذه النفوس وأنت تميتها وأنت تحييها وأنت اعلم بسرائرها وعلانيتها ومستقرها ومستودعها اللهم ان هذا عبدك ولا اعلم منه شرا وأنت اعلم به وقد جئناك شائعين له بعد موته فإن كان مستوجبا فشفعنا فيه واحشره مع من كان يتولاه وعن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال يقول (اشهد ان لا إله إلا الله) وأن محمدا رسول الله اللهم صل على محمد وآل محمد عبدك ورسولك اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وبيض وجهه وأكثر تبعه اللهم اغفر لي وارحمني وتب على اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم فإن كان مؤمنا دخل فيها وإن كان ليس بمؤمن خرج عنها وان يجعله ولأبويه فرطا إن كان طفلا الأصل فيه ما رواه الشيخ عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام في الصلاة على الطفل انه كان يقول اللهم اجعله لأبويه ولنا سلفا وفرطا واجرا الفرط بفتح الراء في أصل الوضع المتقدم على القوم ليصلح لهم ما يحتاجون إليه مما يتعلق بالماء قال النبي (ص) انا فرطكم على الحوض قال ابن الأثير اي متقدمكم إليه يقال فرط يفرط فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهئ لهم الدلاء والأرشية ومنه الدعاء للطفل الميت اللهم اجعله لنا فرطا اي اجرا يتقدمنا ثم يكبر الخامسة وينصرف لا خلاف بين الأصحاب في أن الصلاة على الميت غير المنافق خمس تكبيرات واخبارهم به مستفيضة وقد مر طرف منها في المباحث السالفة ويزيده بيانا ما رواه ابن بابويه عن عبد الله بن سنان باسنادين صحيحين ورواه الشيخ عنه في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لما مات ادم (ع) فبلغ إلى الصلاة عليه فقال هبة الله لجبرئيل (ع) تقدم يا رسول الله فصلى على نبي الله فقال (ع) ان الله عز وجل أمرنا بالسجود لأبيك فلسنا نتقدم أبرار ولده وأنت من أبرهم فتقدم فكبر عليه خمسا عدة الصلاة التي افترضها الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وآله وهي من السنة الجارية في ولده إلى يوم القيامة وروى الشيخ عن عبد الله بن سنان في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال التكبير على الميت خمس تكبيرات وعن إسماعيل بن سعد الأشعري في الصحيح عن أبي الحسن الرضا (ع) سألته عن الصلاة على الميت فقال إما المؤمن فخمس تكبيرات واما المنافق فأربع ولا سلام فيها وعن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال التكبير على الميت خمس تكبيرات وعن قدامة بن زائدة قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى على ابنه إبراهيم (ع) فكبر عليه خمسا وعن أبي ولاد قال سألت أبا عبد الله (ع) عن التكبير على الميت فقال خمسا إلى غير ذلك من الروايات كرواية أبي بكر الحضرمي وما دل على خلاف ما ذكرناه من الروايات فمع كونه غير نفي السند يجب حمله على التقية جمعا بين الأدلة أو على الاستحباب إذا التمس أهل الميت إلى غير ذلك من التأويل المذكور في التهذيب وإن كان الميت مخالفا اقتصر المصلي على أربع تكبيرات إدانة له بمقتضى مذهبه على المشهور بين المتأخرين وظاهر كلام الشيخ في النهاية والمبسوط وابن زهرة في الغنية عدم الفرق في اعتبار الخمس وروى الشيخ عن حماد بن عثمان وهشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكبر على قوم خمسا وعلى آخرين أربعا فإذا كبر على رجل أربعا اتهم ورواها الشيخ عنهما باسناد اخر من الحسان بإبراهيم بن هاشم وزاد يعني بالنفاق بعد قوله اتهم وعن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن (ع) قال قال أبو عبد الله (ع) صلى رسول الله صلى الله عليه وآله على جنازة فكبر عليه خمسا وصلى على اخر فكبر عليه أربعا فاما الذي كبر عليه خمسا فحمد الله ومجده في التكبيرة الأولى ودعا في الثانية للنبي صلى الله عليه وآله ودعا في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات ودعا في الرابعة للميت وانصرف في الخامسة واما الذي كبر عليه أربعا حمدا لله ومجده في التكبيرة الأولى ودعا لنفسه وأهل بيته في الثانية ودعا للمؤمنين والمؤمنات في الثالثة وانصرف في الرابعة فلم يدع له لأنه كان منافقا قال في الذكرى وهذا جمع حسن بين ما رواه العامة لو كانوا يعقلون ولا يخفى ان هذه الروايات غير واضح العموم بالنسبة إلى المخالفين مع أن الأخبار السابقة بعمومها يقتضي الخمس ويمكن الاستدلال على اعتبار الأربع بصحيحة إسماعيل بن سعد المذكورة فان الظاهر من مقابلة المنافق بالمؤمن كون المراد منه المخالف لكن الحكم به لا يصفو عن كدر الاشكال ولا يجوز الزيادة (عن خمس) بنيته كونها داخلة في الصلاة ولا النقيصة عنها ويبطل الصلاة مع النقصان ان لم يمكن التدارك ولا تبطل مع الزيادة لتحقق الخروج من الصلاة بالخامسة ولو شك في عدد التكبيرات بنى على الأقل ولو فعله ثم ذكر سبقه لم
(٣٣٠)