قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى على ميت كبر وتشهد ثم كبر وصلى على الأنبياء (ع) ودعا للمؤمنين ثم كبر الرابعة ودعا للميت ثم كبر وانصرف فلما نهاه الله عز وجل عن الصلاة على المنافقين كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبيين عليهم السلام (ثم ذكر ودعا للمؤمنين) ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت وهي غير ناهضة باثبات الوجوب مع عدم انطباقها على ما ذكروه فان دلالة قوله فتشهد على الشهادتين غير واضحة والصلاة على الأنبياء والدعاء غير واجب عندهم ثم على القول بوجوب الاذكار الأربعة لا يتعين فيها لفظ مخصوص كما هو الظاهر من الأدلة وبه صرح كثير من الأصحاب وقد مر ما يدل عليه قال في الذكرى المشهور توزيع الاذكار على ما مر ونقل الشيخ فيه الاجماع ولا ريب انه كلام الجماعة الا ابن أبي عقيل والجعفي فإنهما أوردا الاذكار الأربعة عقيب كل تكبيرة وان تخالفا في الألفاظ قال الفاضل وكلاهما جائز قلت لاشتمال ذلك على الواجب والزيادة غير منافية مع ورود الروايات بها وإن كان العمل بالمشهور أولي انتهى وهو حسن ولنورد ههنا نبذة من الروايات التي وصل إلينا في هذا الباب وعندي ان العمل بكل منها جائز وإن كان الأولى اتباع الأقوى منها سندا فمن ذلك ما رواه الشيخ عن أبي ولاد في الصحيح ورواه الكليني عن أبي ولاد باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم قال سألت أبا عبد الله (ع) عن التكبير على الميت فقال خمس تكبيرات تقول إذا كبرت اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم صل على محمد وال محمد ثم تقول اللهم إن كان هذا المسجى قدامنا عبدك وابن عبدك قد قبضت روحه إليك وقد احتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه اللهم ولا نعلم من ظاهره الاخيرا وأنت اعلم بسريرته اللهم إن كان محسنا فضاعف احسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن إساءته ثم يكبر الثانية ثم تفعل ذلك في كل تكبيرة ومنها ما رواه الكليني عن زرارة في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) في الصلاة على الميت قال تكبر ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله ثم تقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك لا نعلم منه الا خيرا وأنت اعلم به اللهم إن كان محسنا فزد في احسانه وتقبل منه وإن كان مسيئا فاغفر له ذنبه وافسح في قبره واجعله من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله ثم تكبر الثانية وتقول اللهم إن كان زاكيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له ثم تكبر الثالثة وتقول اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده ثم تكبر الرابعة وتقول اللهم اكتبه عندك في عليين واخلف على عقبه في الغابرين واجعله من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله ثم تكبر الخامسة وانصرف ومنها ما رواه الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال تكبر ثم تشهد ثم تقول انا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين رب الموت والحياة صل على محمد وأهل بيته جزى الله عنا محمد خير الجزاء بما صنع بأمته ربما بلغ من رسالات ربه ثم تقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيته بيدك خلا من الدنيا واحتاج إلى رحمتك وأنت عني عن عذابه اللهم انا لا نعلم منه الا خيرا وأنت اعلم اللهم إن كان محسنا فزد في احسانه وتقبل منه وإن كان مسيئا فاغفر له ذنبه وارحمه وتجاوز عنه برحمتك اللهم الحقه بنبيك وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم اسلك بنا وبه سبيل الهدى واهدنا وإياه صراطك المستقيم اللهم عفوك عفوك ثم تكبر الثانية وتقول مثل ما قلت حتى تفرغ من خمس تكبيرات ومنها ما رواه الشيخ عن عمار بن موسى الساباطي في الموثق عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن الصلاة على الميت فقال تكبر ثم تقول انا لله وانا إليه راجعون ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وال محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم انك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى أئمة المسلمين اللهم صل على محمد وعلى امام المسلمين اللهم عبدك فلان وأنت اعلم به اللهم الحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وافسح له في قبره ونور له فيه وصعد روحه ولقنه حجته واجعل ما عندك خيرا له وارجعه إلى خير مما كان فيه اللهم عندك نحتسبه فلا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده اللهم عفوك عفوك تقول هذا كله في التكبيرة الأولى ثم تكبر الثانية وتقول اللهم عبدك فلان اللهم الحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وافسح له في قبره ونور له فيه وصعد روحه ولقنه واجعل حجته ما عندك خيرا له وارجعه إلى خير مما كان فيه اللهم عندك نحتسبه فلا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده اللهم عفوك اللهم عفوك وتقول هذا في الثالثة والرابعة فإذا كبرت الخامسة فقل اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وألف بين قلوبهم وتوفني على ملة رسولك اللهم اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم اللهم عفوك اللهم عفوك وتسلم ومنها ما رواه الشيخ عن سماعة في الموثق ورواه الكليني عن سماعة باسناد اخر قال سألته عن الصلاة على الميت فقال خمس تكبيرات تقول إذا كبرت اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وآل محمد وعلى أئمة الهدى واغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا من المؤمنين والمؤمنات وألف بين قلوبنا على قلوب أخيارنا واهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم فان قطع عليك التكبيرة الثانية فلا يضرك فقل اللهم هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك أنت اعلم به افتقر إليك واستغنيت عنه اللهم تجاوز عن سيئاته وزد في احسانه واغفر له وارحمه ونور له في قبره ولقنه حجته والحقه بنبيه ولا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده قل هذا حين تفرغ من الخمس تكبيرات فإذا فرغت سلمت عن يمينك (وقال) في الذكرى بعد نقل الروايات المذكورة وهذه الروايات مشتركة في تكرار الدعاء بين التكبيرات وفي أكثرها تكرار جميع الاذكار وانفردت الأخيرة يعني رواية عمار بالدعاء بعد الخامسة ونحن لا نمنع جوازه فان الدعاء حسن على كل حال وما ذكره من أن في أكثرها تكرار جميع الاذكار محل نظر فلا تغفل وذكر ابن بابويه بعد الشهادتين أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة وفي الدعاء للميت اللهم اجعله عندك في أعلى عليين واخلف على أهله في الغابرين وارحمه برحمتك يا ارحم الراحمين وذكر المفيد بعد التشهد الها واحدا أحدا فردا صمدا حيا قيوما لم يتخذ صاحبة ولا ولدا لا إله إلا الله الواحد القهار ربنا ورب آبائنا الأولين وفي الدعاء للمؤمنين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات وادخل على موتاهم رأفتك ورحمتك وعلى احيائهم بركات سمواتك وأرضك انك على كل شئ قدير وبعد الخامسة اللهم عفوك عفوك ويدعو عليه اي على الميت إن كان منافقا لعل المراد بالمنافق المخالف بقرينة المقابلة وفسره بعضهم بالناصب وذكر الشيخ في المبسوط الناصب وفي النهاية الناصب المعلن به وأكثر الاخبار الآتية يقتضي الاختصاص به وبعضها يقتضي العموم والظاهر من كلام المصنف وغيره ان ذلك على سبيل الوجوب كما في قرينة وقال الشهيد في الذكرى والظاهر أن الدعاء على هذا القسم غير واجب لان التكبير عليه أربع وبها يخرج من الصلاة وهو استدلال ضعيف إذ لا دليل على اشتراط ان يكون الدعاء على الميت أوله بعد الرابعة نعم يفهم عدم وجوب الدعاء على المنافق من رواية أم سلمة السابقة عن قريب وكذا من رواية إسماعيل بن همام الآتية عند شرح قول المصنف ثم يكبر الخامسة فيمكن انسحاب حكمه في المخالف مع تأمل فيه وقد ورد الامر بالدعاء على المنافق في عدة روايات منها ما رواه ابن بابويه عن صفوان بن مهران الجمال في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أنه قال مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهما السلام يمشي فلقى مولى له فقال له إلى أين تذهب فقال أفر من جنازة هذا المنافق ان أصلي عليه فقال له الحسين قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله قال فرفع يديه فقال اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك اللهم أصله أشد نارك اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك وروى الكليني في الحسن عن عامر بن السمط ما يقرب من الخبر السابق وفيه فلما ان كبر عليه وليه قال الحسين عليه السلام اللهم العن فلانا عبدك الف لعنه مؤتلفة غير مختلفة اللهم اخز عبدك إلى اخر ما مر في الحديث السابق ومنها ما رواه الكليني عن الحلبي في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إذا صليت على عدو لله فقل اللهم ان فلانا لا نعلم الا انه عدو لك ولرسولك اللهم فاحش قبره نارا واحش جوفه نارا وعجل به إلى النار فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك اللهم ضيق على قبره فإذا رفع فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه ومنها ما رواه عن محمد بن مسلم في الحسين بإبراهيم عن أحدهما عليهما السلام قال إن كان جاحدا للحق فقل اللهم املاء جوفه نارا وقبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب
(٣٢٩)