رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١١

____________________
وأنشد الفراء:
نهار المرء أمثل حين يقضى * حوائجه من الليل الطويل (1) وأنشد غير ذلك من أشعارهم الشاهدة على ذلك، ثم قال: فقد وجب ببعض هذا سقوط قول المخالف حين وجبت الحجة عليه، ولم يبق دليل يستند إليه، وأنا اتبع ذلك بأقوال العلماء ليزداد القول في ذلك إيضاحا وتبيينا (2).
قال الخليل في كتاب العين: خففوا الحاجة من الحائجة، ألا تراهم جمعوها على حوائج (3)، وكذلك ذكرها عثمان بن جني في كتاب اللمع (4).
وحكى المهلبي عن ابن دريد أنه قال: حاجة وحائجة وحوجا والجمع حاج وحوائج وحوج (5).
وذكر ابن السكيت في كتابه المعروف بالألفاظ قريبا من آخره باب الحوائج:
يقال في جمع حاجة: حاجات وحاج وحوج وحوائج (6).
وقال سيبويه في كتابه: إنه يقال: تنجز حوائجه واستنجز حوائجه (7).
وذهب قوم من أهل اللغة إلى أن حوائج يجوز أن يكون جمع حوجاء وقياسها حواجي مثل صحاري، ثم قدمت الياء على الجيم فصارت حوائج، والمقلوب من كلام العرب كثير. وإنما غلط الأصمعي في هذه اللفظة حتى جعلها مولدة كونها خارجة عن القياس، لأن ما كان على مثال الحاجة مثل غارة وحارة لا يجمع على غوائر وحوائر، فقطع لذلك على أنها مولدة غير فصيحة، على أنه حكى الرقاشي

(١) لسان العرب: ج ٢ ص ٢٤٣ من دون نسبة إلى فراء.
(٢) اعلم أن الذي ذكره الماتن قدس سره: «من متابعة أقوال العلماء إلى آخر الشرح» مأخوذ من لسان العرب: ج ٢ ص ٢٤٤ مع اختلاف يسير في العبارة.
(٣) كتاب العين: ج ٣ ص ٢٩٣ في فصل «راح».
(٤) و (٥) لسان العرب: ج ٢ ص ٢٤٤.
(٦) لسان العرب: ج ٢ ص ٢٤٤.
(7) كتاب سيبويه: ج 2 ص 287.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست