____________________
الثالث: أن يكون طلب الدنيا راجحا، واتفقوا على أن هذين القسمين أيضا لا يقبلان، إلا أنهما على كل حال خير من الرياء المحض (1) انتهى.
وحتى: بمعنى كي التعليلية أي: كي أعرف صدق ذلك من قلبي، و «ذلك» إشارة إلى ما ذكر من الرغبة في العمل لله لأجل الآخرة، وما فيه من البعد إيذان ببعد منزلته وعلو طبقته.
ومن قلبي: متعلق بأعرف، أو بمحذوف حال من ذلك أي: كائنا من قلبي والغرض أن يجد من نفسه صدق الرغبة في العمل لله لطلب الآخرة، وصدق الرغبة في العمل إنما يتحقق بصدق الرغبة في المعمول له، فكأنه عليه السلام سأل حصول الاعتقاد الجازم واليقين القاطع بالأمور الأخروية لتصدق رغبته في العمل لها فإن الأمور الموعودة من متاع الآخرة، وما أعده الله تعالى لعبادة العالمين له، الراغبين فيما عنده من الخيرات الباقية، أمور خفيت حقايقها على أكثر البصائر البشرية، فترى كثيرا منهم لا يخطر في باله أن يكون في الآخرة أمر زائد على هذه اللذات البدنية الحاضرة، فهو يرغب في العمل لها ويجتهد في تحصيلها إذ لا يتصور وراءها أكثر منها، ثم إن صدق بها على سبيل الجملة تصديقا لوعد الكريم، فإنه لا يتصور كثير تفاوت بين الموعود به والحاضر، بحيث يرجح ذلك التفاوت عند ترك الحاضر لما وعد به، بل يكون ميل طبعه إلى الحاضر، وتوهم كونه أنفع وأولى به أغلب عليه، فيكون صدق رغبته فيه أتم، وإن تيقن بعقله أن الأولى به والأنفع له والأبقى هو متاع الآخرة، فتارة يطرأ على ذلك اليقين غفلة عنه ونسيان له، بسبب الاشتغال باللذات الحاضرة والانهماك فيها، وتارة لا تحصل الغفلة الكلية، بل يكون الوهم المذكور قويا فيعارض ذلك اليقين، بحيث يوجب في مقابلته شبهة وشكا، فلا تصدق معه الرغبة
وحتى: بمعنى كي التعليلية أي: كي أعرف صدق ذلك من قلبي، و «ذلك» إشارة إلى ما ذكر من الرغبة في العمل لله لأجل الآخرة، وما فيه من البعد إيذان ببعد منزلته وعلو طبقته.
ومن قلبي: متعلق بأعرف، أو بمحذوف حال من ذلك أي: كائنا من قلبي والغرض أن يجد من نفسه صدق الرغبة في العمل لله لطلب الآخرة، وصدق الرغبة في العمل إنما يتحقق بصدق الرغبة في المعمول له، فكأنه عليه السلام سأل حصول الاعتقاد الجازم واليقين القاطع بالأمور الأخروية لتصدق رغبته في العمل لها فإن الأمور الموعودة من متاع الآخرة، وما أعده الله تعالى لعبادة العالمين له، الراغبين فيما عنده من الخيرات الباقية، أمور خفيت حقايقها على أكثر البصائر البشرية، فترى كثيرا منهم لا يخطر في باله أن يكون في الآخرة أمر زائد على هذه اللذات البدنية الحاضرة، فهو يرغب في العمل لها ويجتهد في تحصيلها إذ لا يتصور وراءها أكثر منها، ثم إن صدق بها على سبيل الجملة تصديقا لوعد الكريم، فإنه لا يتصور كثير تفاوت بين الموعود به والحاضر، بحيث يرجح ذلك التفاوت عند ترك الحاضر لما وعد به، بل يكون ميل طبعه إلى الحاضر، وتوهم كونه أنفع وأولى به أغلب عليه، فيكون صدق رغبته فيه أتم، وإن تيقن بعقله أن الأولى به والأنفع له والأبقى هو متاع الآخرة، فتارة يطرأ على ذلك اليقين غفلة عنه ونسيان له، بسبب الاشتغال باللذات الحاضرة والانهماك فيها، وتارة لا تحصل الغفلة الكلية، بل يكون الوهم المذكور قويا فيعارض ذلك اليقين، بحيث يوجب في مقابلته شبهة وشكا، فلا تصدق معه الرغبة