رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٦

____________________
هديتهم لأن للهدية موضعا من القلب، كما قال عليه السلام تهادوا تحابوا (1)، ولا يجوز أن يميل بقلبه إلى كافر أو منافق.
وعنه صلى الله عليه وآله: لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة فإني أجد فيما أوحيت: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله (2) الآية، وهو صريح فيما ذكر.
وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع، وقووه بالتقية والاستغناء بالله، إنه من خضع لصاحب سلطان أو لمن يخالفه على دينه، طلبا لما في يديه من دنياه، أخمله الله ومقته عليه ووكله إليه، فان هو غلب على شئ من دنياه فصار إليه منه شئ نزع الله البركة منه، ولم يؤجره على شئ ينفقه في حج ولا عتق ولا بر (3).
وهذا الحديث رواه شيخ الطائفة في أوائل كتاب المكاسب من التهذيب بطريق حسن أو صحيح (4).
قوله عليه السلام «بك وبخيار خلقك» ظرف مستقر أي: كائنا بك، وهو مفعول ثان لاجعل.
ومعنى سكون القلب وانس النفس به تعالى: الاطمئنان إلى كرمه وعطائه، والابتهاج بمشاهدة أنوار كبريائه. ولما كان الإنسان مدنيا بالطبع فلم يكن له بد من معاشرة أبناء جنسه ومعاونتهم سأل عليه السلام أن يجعل ذلك بخيار خلقه احترازا عن شرارهم، كما ورد في دعاء آخر: اللهم إني أسألك الغنى عن شرار الناس (5).
وفي الحديث: أن رجلا قال لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ادع الله أن يغنيني عن خلقه، قال: إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء، ولكن

(١) الخصال: ص ٢٧ ح ٩٧.
(٢) تفسير الكشاف: ج ٤ ص ٤٩٧.
(٣) و (٤) تهذيب الاحكام: ج ٦ ص ٣٣٠ ح ٣٥.
(٥) الكافي: ج ٢ ص ٥٨٧ ح 25.
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 483 484 485 486 487 488 489 491 492 ... » »»
الفهرست