من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فاتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق فقال: يا محمد فاتاه فقال: ما شأنك؟ فقال بم أخذتني وأخذت سابقة الحاج؟ قال: اعظاما لذلك أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف فناداه يا محمد يا محمد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا فرجع إليه فقال: ما شأنك؟ فقال: اني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح وذكر باقي الحديث، قالوا: فإذ المولى من القوم والحليف من القوم وهم مأخوذون بجريرته فالعقل عليه * قال أبو محمد رحمه الله: وهذه الأخبار في غاية الصحة إلا انهم لا حجة لهم في شئ منها، أما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مولى القوم منهم " فحق لا شك فيه وليس كونه منهم موجبا أن يعقلوا عنه لأنه صلى الله عليه وسلم قد قال أيضا: ابن أخت القوم منهم ولم يكن ذلك. موجبا عندهم أن يعقلوا عنه كما روينا من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا محمد ابن جعفر - هو غندر - نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال:
" جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار وقال: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا الا ابن أخت لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان ابن أخت القوم منهم " وذكر الحديث، فبطل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: " مولى القوم منهم " أن يكون موجبا لان يعقل عنهم أو يعقلوا عنه إذ لا يقتضي قوله عليه السلام " مولى القوم منهم " أن يعقلوا عنه، وأما حديث عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعقيلي: " أخذتك بجريرة حلفائك من ثقيف " فلا حجة لهم فيه أصلا لوجوه، أحدها أنه صلى الله عليه وسلم لم يأخذ منه إذ أخذه مسلما حراما أخذه لولا جريرة حلفائه بل أخذ كافرا حلالا أخذه ودمه وماله على كل حال إلا أنه تأكد أمره من اجل جريرة حلفائه فقط، ولسنا في هذه المسألة إنما نحن في مسلمين حرام دماؤهم وأموالهم هل يؤخذون بجريرة حلفائهم أم لا، وثانيها أن مثل تلك الجريرة لا يختلف اثنان من أهل الاسلام في أنه لا يحل أن يؤخذ بها مسلم عن مسلم ولو أن حلفاء الانسان أو اخوانه أو أباه أو ولده يأسر رجلا من المسلمين أو يقطع الطريق لم يحل لاحد أن يأخذ حليفه ولا أخاه ولا ابنه ولا أباه عنه، وثالثها أن هذا قياس والقياس كله باطل لأنه قياس الشئ على ضده وقياس مؤمن على كافر وجناية قتل خطأ على أسر كفار لمؤمن وهذا تخليط ممن موه بهذا الخبر فحرفه عن موضعه، وأما حديث جبير بن مطعم لا حلف في الاسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الاسلام الا شدة فلا متعلق لهم به لأننا لم نخالفهم في بقاء حلف الجاهلية وابطال الحلف في الاسلام فيحتجوا علينا بهذا الخبر، وإنما الكلام