قد مللتهم فأرحني منهم واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول. " قال الكشي:
قال شيخ من أهل اليمامة يذكر عن معلى بن هلال، عن الشعبي قال: لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز كتب إليه علي بن أبي طالب - و ذكر قريبا من الكتاب الذي مر من نهج البلاغة. ثم قال -:
فكتب إليه عبد الله بن عباس: " أما بعد، فقد أتاني كتابك تعظم على إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة، ولعمري إن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت، والسلام. " قال: فكتب إليه على بن أبي طالب (عليه السلام): " أما بعد، فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين، فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل وادعاؤك ما لا يكون، ينجيك من الإثم ويحل لك ما حرم الله عليك، عمرك الله إنك لأنت العبد المهتدى إذن، فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا، وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف، تختارهن على عينك وتعطي فيهن مال غيرك. و إني لأقسم بالله ربي وربك رب العزة ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقب ميراثا، فلا غرور أشد باغتباطك بأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدى و عرضت على ربك والمحل الذي تتمنى الرجعة، والمضيع للتوبة كذلك، وما ذلك ولات حين مناص. والسلام. " قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: " أما بعد، فقد أكثرت على، فوالله لأن ألقى الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب إلى من أن ألقى الله بدم رجل مسلم. " (1) انتهى كلام الكشي.
وروى قريبا من ذلك ابن أبي الحديد في الشرح، فراجع. (2) أقول: ليس المقام مقام تحقيق هذه المسألة التاريخية وبيان صحتها وسقمها،