3 - وفيه أيضا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتي، وهو على، فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنهم لا يأتون الصلاة. " (1) وقد مر في باب الحسبة موارد كثيرة من حسبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) أو أمرهما بها وكان في كثير منها الضرب والتعذيب، فراجع. هذا.
وبالجملة، ففيما يرتبط بحفظ النظام وتقوية الإسلام وصيانة الحقوق يحكم العقل و الشرع بوجوب الإعلام على من له علم واطلاع، فإذا علم الحاكم استنكاف الشخص عن العمل بهذه الوظيفة المهمة جاز له تعزيره لذلك كسائر الواجبات الشرعية.
المسألة الخامسة:
قد كان ما ذكرناه في الحقوق العامة، وحقوق الناس المهمة. وأما في مثل الزنا و اللواط وشرب الخمر ونحو ذلك من حقوق الله فلا يجب على المرتكب إظهارها، وليس للحاكم أيضا تهديده أو تعزيره لذلك، بل الأولى في مثلها هو الستر والتوبة إلى الله - عز وجل -. والأحاديث في هذا المجال كثيرة:
1 - ففي خبر أبي العباس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فقال: إني زنيت (إلى أن قال) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو استتر ثم تاب كان خيرا له. " (2) 2 - وفي خبر الأصبغ بن نباتة، قال: " أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، إني زنيت فطهرني، فأعرض عنه بوجهه، ثم قال له: اجلس، فقال: