السادس:
لا يتوقف اتخاذ الشخص عينا ومراقبا على كونه فارغا لا شغل له، بل الملاك كونه خبيرا أهلا لذلك واجدا للشرائط التي أشرنا إليها، فيمكن أن يستفاد لهذه المسؤولية من نواب مجلس الشورى الواقفين على حالات الناخبين لهم وكذلك بعض المسؤولين و أئمة الجمعة والجماعات والخطباء والأساتذة والمحصلين وبعض الكسبة والسائقين و نحو ذلك فضلا عن مثل رؤساء العشائر والقبائل.
بل الأولى والأحوط لبيت المال أن يستفاد لذلك من بعض المتطوعين المخلصين، فإن استخدام أفراد كثيرين من بيت المال وتحميل ميزانية كثيرة على عاتق المسلمين خسارة عظيمة عليهم، فمهما أمكن تحصيل المطلوب بأقل ما يتوقف عليه من صرف المال و الوقت وجب ذلك. والناس إذا آمنوا بدولتهم صاروا عمالا متطوعين لها مع الإيمان و الإخلاص وتعاضدت الدولة والأمة واشتد أمر الملك، فالعمدة تحصيل رضا الناس و إيمانهم بالحكومة وخططها، وهذه نكتة مهمة يجب أن يلتفت إليها كل من يريد بقاء الملك والدولة.
السابع:
هل يرتبط جهاز الاستخبارات الإسلامي بالسلطة التنفيذية ويكون جزء منها، أو بالسلطة القضائية، أو بالإمام مباشرة؟ في المسألة وجوه:
وربما يؤيد الاحتمال الأول، بأن إدارة الملك تكون على عهدة رئيس الدولة و وزرائه، والوزارات المختلفة تحتاج إلى الاستخبارات لمراقبة العدو الخارجي و الداخلي والموظفين من قبلها وأوضاع الناس وشكاياتهم.