18 - ويشبه هذه الطائفة ما رواه الكشي بسنده عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة. أربعة نجباء أمناء الله على حلاله و حرامه. لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست. " (1) 19 - وما رواه بسنده عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي. ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا. هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه... " (2) هذا.
والظاهر أن هذه الأحاديث بكثرتها ليست في مقام جعل الحجية التعبدية لخبر الثقة أو فتواه، بل مفادها إمضاء السيرة المستمرة وبيان المصداق لموضوعها، فتدبر.
الطائفة الرابعة:
ما اشتمل على الأمر بالإفتاء والترغيب فيه:
20 - فمنها ما رواه الشيخ الطوسي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال لأبان بن تغلب:
" اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك. " (3) 21 - ومنها ما رواه الكشي بسنده، عن معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ " قلت: نعم وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج. إني أقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشيء، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون. ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم