والكثرة وغيرهما من الاعراض الزائدة على الانسانية وهو المعنى الذي يحمل على كثيرين من زيد وعمرو والانسان المجرد عن العوارض الخارجية المتشخصة بالتشخصات العقلية فحين يحمل العقل الانسان على زيد وعمرو الفت لا محاله إلى معنى مجرد من العوارض الغريبة حتى أنه مجرد عن التجرد والاطلاق فهذا المعنى له وجود لا محاله فاما ان يكون ذلك الوجود في الخارج أو في العقل وعلى الأول لزم ان يكون المشخص عارضا خارجيا مؤخرا عن الماهية في الوجود فتعين الثاني وهو كونه موجودا في العقل متشخصا بتشخص عقلي بحيث يمكن ان يلتفت اليه بدون الالتفات إلى تشخصه وهذا المعنى جوهر لحمله على الجواهر حملا اتحاديا فيثبت بذلك وجود جواهر عقلية في العقول يكون تلك الجواهر ماهيات الموجودات الخارجية وهذا هو بعينه مذهب أفلاطون فان قيل المشهور ان أفلاطون أثبت الجواهر العقلية في الأعيان بحيث هي ماهيات كليات للافراد الخارجية.
قلت لعل مراده بالأعيان العقول (1) فإنها أعيان العالم الحسى والعالم