الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٥٤
غريبه عنها عليها سلطنة فالأجسام النباتية لاشتمالها على رطوبة وحرارة شانها تحليل الرطوبة فيتبدل اجزاؤها ويتحلل دائما فإذا بطل جزء من المحل بطل ما فيه من القوة ويتبدل الباقي بورود الوارد من الغذاء فالحافظ (1) للمزاج بالبدل والمستبقى زمانا يمتنع ان يكون هو القوة والأجزاء الباطلة لامتناع تأثير المعدوم وكذا الحافظ والمستبقى له لا يجوز ان يكون القوة والاجزاء التي ستحدث بعد ذلك لان وجودها بسبب المزاج فهي فرع عليه والفرع لا يحفظ الأصل ولان (2) القوة النامية تحدث بسبب ايراد الوارد من الغذاء في المورد عليه خللا تستلزم (3) تحريك الوارد وتحريك المورد عليه إلى جهات مختلفه ويسد بالغذاء ما يحلل منه ويلصقه بالاجزاء المختلفة الماهيات والجهات فهذه الأفاعيل المختلفة مع ما فيها من التركيب العجيب والنظام المتقن الغريب والهيات الحسنة والتخاطيط المستحسنة لا يمكن صدورها عن طبيعة قوه لا ادراك لها ولا ثبات في النبات والحيوان وما ظن أن للنبات نفسا مجرده مدبره فليس بحق والا لكانت ضائعة معطلة ممنوعة عن الكمال ابدا وذلك محال ثم القوة المسماة عندهم بالمصورة قوه بسيطه فكيف صدر عنها تصوير الأعضاء مع المنافع الكثيرة في حفظ الاشخاص والأنواع وغير ذلك مما هو مذكور في كتب التشريح

(1) أقول الحافظ والمستبقى له انما هو القوة الباقية بقاءا تدريجيا اتصاليا لأنها زمانية لا يمكن لها البقاء الدفعي واثرها أيضا له البقاء بهذا النحو س ره.
(2) اما عطف على مضمون الكلام السابق واما عله قبل المعلل ومعللة قوله فهذه الأفاعيل المختلفة الخ فهذا التعليل بمنزله لما الرابطة س ره.
(3) أقول لو أحدثت القوة خللا فكانت مؤلمة لان تفرق الاتصال سبب الألم بل تحدث مقدارا تعليميا ثم آخر وهكذا على نحو الاتصال التدريجي وعلى سبيل التزائد الكمي وكما أن المقادير المتزائدة متصله واحده كذلك كل تمادى في الافطار واجد لاتصاله فليس فيه تحريكات إلى جهات س ره.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست