ارسطاطاليس في اثولوجيا وهو كتابه المعروف بمعرفه الربوبية وبيان ذلك ان للحق تجليا واحدا على الأشياء وظهورا واحدا على الممكنات وهذا الظهور على الأشياء هو بعينه ظهوره الثاني على نفسه (1) في مرتبه الافعال فإنه سبحانه لغاية تماميته وفرط كمال فضل ذاته من ذاته وفاض ذاته لكونه فوق التمام من ذاته وهذا الظهور الثانوي لذاته على نفسه لا يمكن ان يكون مثل ظهوره الأولى لاستحالة المثلين وامتناع كون التابع في مرتبه المتبوع في الكمال الوجودي والشعاع نحو المضئ في النورية فلا محاله نشات من هذا الظهور الثانوي الذي هو نزول الوجود الواجبي بعباره والإفاضة بعباره أخرى والنفس الرحمانيه في اصطلاح قوم والعلية (2) والتأثير في لسان قوم آخر والمحبة (3) الافعاليه عند أهل الذوق والتجلي على الغير عند بعض الكثرة والتعدد حسب تكثر الأسماء والصفات في نحو العلم الاجمالي البسيط المقدس فظهرت الذات الأحدية والحقيقة الواجبية في كل واحد من مرائي الماهيات بحسبه لا ان (4) لها بحسب ذاتها ظهورات متنوعه وتجليات متعددة كما توهمه بعض والا يلزم انثلام الوحدة الحقه تعالى عنه علوا كبيرا.
قال الشيخ محيي الدين العربي في الباب الثالث والستين في كتاب الفتوحات المكيه إذا أدرك الانسان صورته في المرآه يعلم قطعا انه أدرك صورته بوجه وانه ما أدرك صورته بوجه لما يراه في غاية الصغر لصغر جرم المرآه أو الكبر لعظمه.