المحال والقوابل لا إلى الوجود بما هو وجود وبذلك يندفع شبهه الثنوية ويرتفع توهم التناقض بين آيتين كريمتين من كتاب الله العزيز إحداهما قوله تعالى وما أصابك من حسنه فمن الله وما أصابك من سيئه فمن نفسك والأخرى قوله تعالى قل كل من عند الله وما أحسن ما وقع متصلا بهذه الآية ايماء بلطافه هذه المساله من قوله تعالى فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا وذلك لان مساله العلة والمعلول قد أشكلت على الناس لغموضها وبعد غورها فان المعلولات انما هي استار على وجه العلل وفيها هلك من هلك والامر ما ترى العلماء حيارى فيها فمنهم من يثبت الأسباب ومنهم من ينفيها ولذا قيل إن الناس في هذه المساله بين حيارى وجهال فمن استشفى من هذا الداء العضال والمزلقه التي لا يخلص منها الا المخلصون أصبح موحدا لا ينافي توحيده رؤية الأسباب.
وخلاصه تحقيق هذا المقام ان لكل شئ كما مر وجها خاصا إلى رب الأرباب ومسبب الأسباب به يسبحه وينزهه ويحمده والتأثير الذي يشاهد من الأسباب انما هو من اسم من الأسماء الحسنى الذي هذا السبب مظهره وسبح له بلسان الذاكريه في مرتبته لا من نفس ذاته الكائنة فإنها فاسده فاختلاف الحقائق في الموجودات يرجع بوجه إلى اختلاف الأسماء لكن الشرور والنقائص ترجع إلى خصوصيات القوابل واستعداداتها بحسب المصادمات الواقعة بينها في المراتب المتاخره عند نزول حقيقة الوجود ولسان جميع الشرائع الحقه ناطق بان وجود كل كمال وخير وسلامه يضاف إلى الحق تعالى ولزوم كل شر وآفه وقصور ولو باعتبار من الاعتبارات يضاف إلى الخلق كما في قوله تعالى (1) حكاية عن الخليل على نبينا وعليه السلام وإذا مرضت فهو يشفين فإنه عليه صلوات الرحمان أضاف المرض إلى نفسه والشفاء