المعاني الجزئية أو الكلية الذاتية أو العرضية صور متمايزه عند العقل يحصلها من الشخص بحسب استعدادات تعرض للعقل واعتبارات يتعقلها من جزئيات أقل أو أكثر مختلفه في التباين والاشتراك فيدرك من زيد تارة صوره شخصيه لا يشاركه فيها غيره وأخرى صوره يشاركه فيها عمرو وبكر وأخرى صوره يشاركها فيها الفرس وغيره وعلى هذا القياس فان قيل هذا انما يستقيم في النوع البسيط كالسواد لظهور ان ليس في الخارج لونيه وفي آخر به امتياز السواد عن سائر الألوان ولهذا لا يصح ان يقال جعل لونا فجعل سوادا بل جعل وجوديهما واحد واما في غيره فالذاتيات المتمايزة في العقل متمايزه بحسب الوجود في الخارج وليس لوجودها جعل واحد كالحيوان فإنه يشارك النبات في كونه جسما ويمتاز عنه بالنفس الحيوانية وجعل وجود الجسم غير جعل وجود النفس حتى إذا زالت عنه النفس بقي وجود ذلك الجسم بعينه كالفرس الذي مات وجسميته باقيه الوجود.
قلنا قد سبق ان المأخوذ على وجه كونه مادة غير المأخوذ على وجه كونه جنسا وليس الكلام في تميز الأول عن الكل بالوجود الخارجي مع قطع النظر من الوجود الذهني والاعتبار العقلي وانما كلام في الثاني لأنه الجزء المحمول المسمى بالذاتى ومحصل الكلام ان جميع الموجودات عند أهل الحقيقة والحكمة الإلهية المتعالية عقلان كان أو نفسا أو صوره نوعيه من مراتب أضواء النور الحقيقي وتجليات الوجود القيومى الإلهي وحيث سطع نور الحق اظلم وانهدم ما ذهب اليه أوهام المحجوبين من أن للماهيات الممكنة في ذاتها وجودا بل انما يظهر احكامها ولوازمها من مراتب الوجودات التي هي أضواء واظلال للوجود الحقيقي والنور الاحدى