وصفاته المقدسة فلا يكون ما ينبعث عنه بعد تمامه صوره لذاته ولا ما يترشح عنه بعد مجده وعلوه الغير المتناهى صفه وفضيله لحقيقة صفاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا فثبت ان علوه وعظمته بذاته لا بغيره وكل حليه أو صوره فإنما يكمل به شئ وينفعل منه محل قابل ولا بد له من مكمل غير ذاته ولا يتصور مثل هذه المعاني في الواجب بالذات إذ لا مكمل له ولا قاهر عليه بل هو القاهر على جميع الأشياء وله السلطنة العظمى والقهر الأتم ومن الذي يسلط عليه بالافاضه والتكميل ويصور ذاته بما يخرج به عن القوة والتعطيل فيكون اله العالم ذا قوه هيولانيه قابله للتغير والتبديل.
وأيضا لو كان له كمال ممكن اللحوق به فتعرى ذاته عن ذلك الكمال المفروض وتخليه عنه مع امكانه الذاتي اما لأجل وجود عائق أو لعدم مقتض إذ كل عدم ثابت لامر ممكن فهو لاحد هذين الامرين وشئ منهما لا يتصور في حقه اما وجود العائق فلان العائق للشئ عن كماله يجب ان يكون مضادا له معاقبا في موضعه والواجب لا ضد له ولا موضوع له واما وجود المقتضى له فالمقتضى اما ذاته واما غيره فالأول يوجب دوام كماله بدوام ذاته ووجوبه بوجوبها والثاني اما ممكن الوجود أو واجبه أو ممتنعه والكل مستحيل.
اما الأول (1) فلان كل ممكن مرتبته بعد مرتبه الواجب والنقصان إذا كان في مرتبه الذات كما هو المفروض كان الكمال الذي يتصور بإزائه في تلك المرتبة وما هو السبب له يجب ان يكون متقدما عليه فيجب ان يكون مرتبه الممكن فوق مرتبه الواجب وهو بين الفساد.
واما الثاني فلاستحاله التعدد في الواجب بالذات.