القيومى بحيث ينتزع منه مفهوم العلم والقدرة والحياة وغيرها من الصفات فكذلك وجود الانسان بحيث ينتزع منه مفهوم النطق والحياة وقوه الاحساس والتحريك والقدرة على المشي والكتابة وغيرها الا ان وجود الواجب في غاية الكمال والتمام وهو فوق التمام حيث يفضل عنه بحسب رشح الخير الدائم وجودات سائر الأشياء فلا يحتاج في انتزاع صفاته وأسمائه إلى وجود غير وجود ذاته حتى يصدق تلك النعوت الكمالية والصفات الجلالية التي هي عنوانات بهائه وتمامه بحسب صرف وجوده وبحت ذاته عليه ويحكم به على وجوده الاقدس بخلاف سائر الوجودات التي هي أيضا من أشعة كبريائه وظلال نوره وبهائه فان الاحكام المتعلقة بها من الأمور الكلية المسمات بالذاتيات إن كان منتزعه من نفس وجود شئ أو بالعرضيات ان كانت منتزعه من امر لاحق به متأخر عنه لا يمكن انتزاع تلك الأحكام عنها ولا الحكم بها عليها الا حين صدورها عن جاعلها الحق وفيضانها عن قيومها المطلق لأنها بحسب ذواتها من مراتب ظهوراته وتجلياته تعالى واستفيد أيضا من كلامه ان تشخص الأشياء وتعينها كموجوديتها انما هو بوجوداتها العينية كما حققناه سابقا طبق ما ذهب اليه المعلم الثاني.
ومما يفهم أيضا من كلامه وبسط القول فيه في موضع آخر ان كلا من العين الثابتة والوجود العيني متعاكس الحكم إلى الاخر يعنى ان الماهية يتصف ببعض صفات الوجود والوجود يتصف بالماهية وبعض نعوتها وهذا سر يستفاد منه كثير من الاسرار منها سر القدر (1) الذي (2) هو محل حيره العقلاء وسر صدور بعض الشرور الواقعة