للتحريك وعدمها والصورة الحاصلة في المادة تكون غاية له بإحدى الجهتين بالذات وبالأخرى بالعرض مثل ان يبنى الانسان بيتا ليسكن فإنه من جهة ما هو طالب السكنى عله لكونه بناء فالمستكن عله أولى للبناء ومن جهة ما هو بناء معلول له من جهة ما هو مستكن فهو من حيث كونه بناء عله قريبه فلا جرم غايته بالاعتبار الأول ليست صوره في مادة وبالاعتبار الاخر الذي هو به ملاصق صوره وهياه في البيت فصل [24] في الفرق بين الخير والجود قد علمت أن الغاية ربما تكون بحسب نحو من الوجود فاعلا للفاعل بما هو فاعل وعلة غائيه للفعل وبحسب نحو آخر من الوجود معلولا لمعلوله فلها بهذا النحو من الوجود قياس إلى الفاعل المستكمل به وقياس إلى الفاعل الذي يصدر عنه فهو بالقياس إلى الفاعل الذي لا يكون منفعلا به أو بشئ يتبعه كان وجودا وبالقياس إلى الفاعل المنفعل كان خيرا والخير بالجملة (1) ما يطلبه كل شئ وهو الوجود أو كمال الوجود واما الجود فهو افاده ما ينبغي لا لعوض فالواهب لما لا يليق للموهب له ليس بجواد كمن يهب سكينا لمن يقتل به مظلوما وكذا من اعطى فائده ليستعيض منها بدلا سواء ا كان ذلك البدل شكرا أو ثناء ا وصيتا أو فرحا بل الجواد من أفاد الغير كمالا في جوهره أو في أحواله من غير أن يكون بإزائه عوض بوجه من الوجوه فكل فاعل يفعل لغرض يؤدى إلى شبه عوض فليس بجواد بل هو معامل مستعيض فيكون ناقصا فقيرا لأنه اعطى شيئا ليتحصل له ما هو أولى به وأطيب ومن كان الأولى به فعل شئ فإذا لم يصدر عنه كان عادم كمال فكان ناقصا في ذاته
(٢٦٩)