إلى الأشياء وما ادعى ان لها شوقا إلى كافه الصور في كل واحد من الأزمنة وبكل من الاعتبارات حتى يقال إن الشوق ليس الا لما لم يحصل بعد ما الأمور التي يمكن حصولها فالهيولي بحسب ذاتها بذاتها لها شوق إلى صوره ما لخلوها في ذاتها عن صوره وإذا تحصلت بصوره فبحسب اعتبار تحصلها الخارجي بتلك الصورة المكمله لها نوعا لها وسلوه اطمينان وغنا وعدم تشوق بل الشوق حاصل لها عند تنوعها وتحصلها بتلك الصورة إلى ما يزيد عليها من الكمالات التي في درجه ثانيه عنها فان كل صوره حصلت للهيولي ليست مما يغنيها عن الافتقار إلى كافه الصور بل انما كفت حاجتها إلى نفسها فبقيت الهيولى ذات شوق وشهوه إلى سائر الصور كامراه لا تكتفى بالمجامعه مع رجل واحد عن غيره بل لا يزال ذات حكه ودغدغه إلى رجل بعد رجل ما دامت هي هي كذلك حال الهيولى بالقياس إلى الصور من حيث تشوقها إلى التلبس بها والاستكمال لورودها فكل صوره حصلت للهيولي لم تخل بعد عن نقص ما وقصور ما وشريه ما يكون في الامكان بإزائه من الكمالات والخيرات الغير المتناهية لم يخرج بعد من القوة إلى الفعل الا قدر متناه وهكذا تترقى في الاستعدادات بحصول الكمالات الإضافية وفيضان الخيرات النسبية ويكون بحسبها التشوق المناسب لها إلى أن ينتهى إلى الكمال النفسي على مراتبه والكمال العقلي على مراتبه إلى أن يصل إلى الكمال الأتم والخير الأقصى والصورة بلا شوب مادة والفعلية بلا قوه والخير بلا شر والوجود بلا عدم فيقف عنده الحركات ويسكن لديه الاضطرابات وتطمئن به الانزعاجات وينقطع له الأشواق ويتم فيه الخيرات واما قوله ولا يليق بها الملال للصور الحاصلة إلى آخره.
فنقول فيه المختار على ما ذكرناه هو الشق الأول وهو كون تشوقها اما لأجل الخلو عن الصور كلها ان أريد الخلو بحسب ذاتها مجرده أو لأجل الخلو عن الصورة التي يفقد عنها ويمكن حصولها.