على نحو الاتحاد بين الحكاية والمحكى والمرآة والمرئى فان ماهية كل شئ هي حكاية عقلية عنه وشبح ذهني لرؤيته في الخارج وظل له كما مر ذكره سابقا على الوجه البرهاني اليقيني مطابقا للشهود العرفاني الذوقى والأصل الثالث ان الوجود على الاطلاق مؤثر ومعشوق ومتشوق اليه واما الآفات والعاهات التي يتراآى في بعض الموجودات فهي اما راجعه إلى الاعدام والقصورات وضعف بعض الحقائق عن احتمال النحو الأفضل من الوجود واما انها يرجع إلى التصادم بين نحوين من الوجود في الأشياء الواقعة في عالم التضائق والتصادم والتعارض والتضاد حيث يستدعى كل من المتضادين عند وجوده من جهة الأسباب الاتفاقية الغلبه على الاخر وهذا التصادم والتضاد بينهما ليس لأجل كونهما أو كون واحد منهما موجودا بما هو موجود بل لأجل تخصيص وجود كل منهما في نفسه وهويته بمرتبه خاصه ونشاه معينه جزئيه يضيق ويقصر عن اشتماله على الاخر أو احاطته به أو اتحاده معه أو قوله عليه وهذا التضائق والتخالف بين وجودات بعض الأشياء لكونها متعلقه القوام الخارجي بالجسميه والمقداريه التي هي غاية نزول الوجود ونقصه وان أضيق الأشياء وجودا هي الابعاد والمقادير لقصر رداء وجودها عن الفسحه الا في حد معين وضيقها عن الانبساط والتمادي الا على مرتبه متناهية لا يتجاوزها لنهوض البراهين الدالة على تناهى الابعاد والمقادير وسائر المتصلات القاره وغير القاره أيضا عند أهل التحقيق ولأنها أيضا من ضعف الوجود بحيث لا يمكن لذاتها الحصول لذاتها ولا لاجزائها احديه الجمع والحضور بعضها عند بعض بل كل منها يغيب عن الاخر بحسب هويته المقدارية وكيمته الاتصالية فمما لزم هذه المرتبة من الوجود لبعده عن منبع الفيض والجود هو ان يتفارق كل من ابعاضه المقدارية الاتصالية عن بعض آخر ولا يجتمع معه في حد واحد فكان هذه الهوية الاتصالية لغاية ضعف وجودها وتبددها يهرب فيها الاجزاء عن الاجزاء ويغيب الكل عن الكل ولهذا
(٢٣٦)