الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٠
فيها شعورا حسب ما يشتاق اليه من الكمالات كيف وان لها نحوا ضعيفا من الشعور بالوجود الذي لها من طبيعة الوجود الذي هو عين الخير والسعادة لكن الفرض بالاعتبار الأول من جهة ان شعورها انما هو قوه الشعور بالأمور لا فعليتها لكون وجودها قوه وجود الأشياء الصورية لكن يجب ان يكون لها بالاعتبار الثاني غاية الشوق لأنها بإزاء ما يقوى عليها من الصور والخيرات الغير المتناهية التي باعتبار ما غايات لوجود الهيولى ومكملات لنقصاناتها هذا تقرير الاستقلال على هذا المطلب ومما يؤكد هذا القول (1) هو ان يقال حسبما ذهبنا اليه ان الهيولى لما كان حاصله من جهة القصور الامكاني في الجواهر المجردة وخصوصا في الجواهر النفسانية ان لها قابلية الاستكمالات بجميع الصور الكمالية وان كانت في ازمنه غير متناهية لامتناع اجتماعها في زمان واحد وان تلك الكمالات لكونها وجوديه من سنخ ما حصل لها من الشئ القليل الذي هو مجرد قوه تلك الخيرات الصورية واستعداد حصولها وان فقد ما يمكن حصوله من الامر الكمالى لشئ ما له شعور ضعيف يستدعى شوقا إلى ذلك الامر وزيادة الشوق وشدته كما يتبع زيادة الشعور وشدته من المشتاق كذلك يتبع

(1) هذا وجه وجيه وحاصله ان الهيولى نشات من جهة قصور النفوس والطبائع التي في السلسلة النزوليه نظير ما سبق ان الامكان الاستعدادي الذي في الهيولى نشا من الامكان الذاتي الذي كان في العقل الفعال فكما ان الامكان الذاتي صفه النفوس والطبائع والدهرية في عالم الجمع كذلك الهيولى وامكانها الاستعدادي صفه النفوس والطبائع الزمانيي في عالم الفرق وتلك القوى والاستعدادات المتعاقبة والحركات المتصلة التي هي اشواقها وطلباتها المشوبه بالفقدان من وجه وبالوجدان من وجه فيها لأجل اقترانها بالهيولى ولولا الهيولى لما استتمت قوه واستعداد في شئ نحو كمال ولما استقامت طلبات هي الحركات طبيعية كانت الطلبات أو نفسانية لان حركه امر بين صرافه القوة ومحوضه الفعل وجهات القوة والاستعداد في ايه مادة تحققت شعب الهيولى ا لا ترى ان الصور المثالية حيث كانت عريه عن الهيولى لا تقبل الفعل والانفعال ولا الامتزاج والازدواج والترقى إلى الله المتعال كما في الهيولى العنصرية ولا تقبل حركه والتشوق إلى الحق الدائم كما في الهيولى الفلكية فظهر ان الهيولى جهة الاشتياق في جميع المشتاقين والمشتاقات كما ياتى فكيف لا شوق لما هو عين الشوق س ره.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست