الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٠
فليس لأحد ان يقول إن أريد بالكل جميع الصور الفلكية والعنصرية فلا يصدق هذا القسم على واحده من الهيوليات الأولية لان هيولي العناصر غير قابله لصوره الفلك وهيولي كل فلك لا يقبل غير صوره خاصه فلكية وان أريد به جميع الصور العنصرية فلا يصدق على غير الهيولى المشتركة للعناصر فلا بد ان يخصص بها لأنا نقول (1) المراد هو الأول وذات الهيولى الأولى لا تأبى عن قبول الصور كلها الا ان التخصيص ببعضها دون بعض انما يجئ لها من خارج لا من ذاته إذ لا فعليه لها أصلا يوجب لها التخصيص بحسب ذاتها ببعض دون بعض بل الحق ان العنصر من حيث إنه عنصر في جميع الاقسام المذكورة ليس الا ما يكون في حد ذاته فاقدا لصوره شئ وحقيقته وله بهذا الاعتبار ابهام محض من غير تحصل فجهة كون العنصر عنصرا سواء ا كان في الدرجة الأولى من غير تخصص أو في الدرجة الثانية بسبب انضمام ما يخصه واعتباره معه ليس الا العنصر الأول الذي هو بذاته منبع النقص والقصور كما أن الوجود الحقيقي القيومي بذاته منبع الكمال والفيض والجود فكما ان كلما قرب إلى المبدء الحق يكون أشد صورية وأتم كمالا وفعلية وكل ما بعد منه يكون أضعف فعليه وانقص كمالا وأوفر نقصانا وقوه فالهيولي الأولى التي في الحاشية الأخرى للوجود بعكس ذلك ولذلك يعبر عنها في الرموزات النبوية والإشارات الناموسية بالهاوية والظلمة والخلاء والفضا وأسفل السافلين إلى غير ذلك مما يشير إلى خستها وعدميتها

(1) إذ لا ميز في صرف القوة والقول بالاختلاف النوعي بين الهيوليات الأولية الفلكية وبينها وبين الهيولى المشتركة العنصرية كالقول بالتباين بين الوجودات الخاصة بنفس ذواتها البسيطة كما اشتهر من المشائين لكون الهيوليات الأولية أيضا بسائط جنسها مضمن في فصلها وفصلها في جنسها ولكن هذا في الوجودات التي هي عين الفعليات والتميزات غير معقول فكيف في الهيوليات التي هي عين القوة والقوة بما هي قوه كالعدم الذي لا ميز فيه س ره.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست