9 - المفروض أن هذا البعض يعلم: أن قضية طهارة الأنبياء وعصمتهم عن فعل القبيح، لا تحتاج إلى النص الديني، وإلى الخبر الشرعي، سواء أكان من التوراة، أو من غيرها.. فان ذلك مما يعرف بالعقل، وتقود إليه الفطرة السليمة، فكيف صح له أن يجد العذر لهؤلاء في سبهم الأنبياء، ورميهم هذا النبي بأنه لم يكن أمينا على عرض مولاه، وذاك النبي بأنه كان لوطيا مفضوحا؟!..
10 - قد يكون لهذا البعض عذره - باعتقاده - في دفاعه عن كاتب المقال السيء، ومن قبله عن نصر حامد أبو زيد، وأضرابهما، وعدم رضاه باتخاذ موقف قوي وحاسم منهما، وممن هم على شاكلتهما، وفق ما تفرضه أحكام الشرع والدين. وكيف يهاجمهم وهو نفسه قد وصف الأنبياء، أو احتمل في حقهم عبادة الشمس والقمر والكواكب، وقتل النفس البريئة، وارتكاب جريمة دينية.. والجهل بالتكليف الشرعي. والخطأ في تقدير الأمور، والنظر إلى السماء نظرة حائرة بلهاء، والتهرب من المسؤوليات، والخطأ غير المقصود. وغير ذلك مما يجد القارئ شطرا وافيا منه في هذا الكتاب. فلعله وجد: أن ردة الفعل إذا كانت قوية، تجاه هؤلاء.. فإنها ستكون تجاهه أقوى وأشد، لأنه يتكلم باسم الدين، وعلى أنه من رجاله وأعلامه..
11 - ولنا الحق في أن نحتمل في حقه أيضا أن يكون ممن لا يرى في نسبة هذه القبائح إلى الأنبياء أي محذور، فلا مبرر لأية ردة فعل تجاههم، فإنه يراهم كسائر الناس الذين لا يجد مانعا من وصفهم بأي شيء مما ينسجم مع الضعف البشري..
فمن يواجه هؤلاء ويتصدى لهم يكون - بنظره - لهم ظالما، وسيجد نفسه امام الله عاصيا وآثما. فمن واجبه إذن أن يواجه هؤلاء المدافعين عن المقدسات، وعن الأنبياء، وينهاهم عن المنكر، ويأمرهم بالمعروف؟!
12 - ومن يدري فلعل تشكيكات هذا البعض، وكذلك مواقفه المتواصلة، وإصراره على وصف الأنبياء بالسذاجة والانجذاب إلى القبيح، وممارسة الرغبة المحرمة وغير ذلك مما ذكرنا آنفا بعضه، وسواه مما لم نذكره في هذا الكتاب - نعم لعل ذلك - قد كان له الأثر في إيجاد قدر كبير من