والتشكيك بل وإدانة من تصدى لرد التعدي، والدفاع عن ساحة قدس القرآن والأنبياء والأصفياء..
وقد رأينا في المقابل أنه حين وجه لهذا البعض نفسه نقد علمي صحيح لا يحمل أية إساءة لشخصه قد ثارت ثائرته، وأقام الدنيا ولم يقعدها بعد بحجة أن في هذا إسقاطا للرمز!! فماذا تراه سيفعل لو أن بعض الإهانات التي وجهها هؤلاء " المثقفون " للأنبياء. أو بعض ما وجهه هو نفسه إلى الأنبياء - قد وجه إليه هو شخصيا. نعم، ماذا سيفعل؟ وكيف سيكون موقفه؟
7 - إن هذا البعض نفسه يقول: إن التحريف للتوراة قد نال معانيها، وأما تحريفات ألفاظها فكانت جزئية وطفيفة (1).
فإذا صح ذلك، فلماذا يردع ذلك " المثقف " عن الاعتماد على التوراة ويطلب منه الرجوع إلى القرآن؟!، وهل يصح ردعه عن دراسة كلام الله والاستفادة منه؟!، ثم.. تسويق المعاني التي يتوصل إليها؟! خصوصا إذا كان ذلك الرجل مثقفا قادرا على ممارسة البحث والدراسة!! فليسمح له بالاعتماد على التوراة إذن، فإنها لم تحرف إلا تحريفات جزئية - حسب زعمه - إذا كان قادرا على فهم معانيها بصورة سليمة، ومن دون تأثر بإلقاءات من يريدون حرف معانيها عن مسارها الطبيعي. إذ من الواضح أن مجرد تحريفات جزئية وطفيفة لألفاظها لا تؤدي إلى نتائج خطيرة. وهل النتائج التي انتهى إليها كاتب المقال في جريدة السفير ليس لها هذا الخطر؟!
8 - إن من الواضح أن معنى كلام هذا البعض هو: أن التصدي لدراسة الأنبياء من خلال التوراة ليس فيه أية إساءة، ولا مجال لإدانة من يتصدى إلى ذلك، لا سيما إذا كان من " المثقفين " وكان أمينا في نقل مضامينها، فإن كان ثمة من إساءة ومن سلبية فإنما منشؤها من التوراة نفسها.. مع أن الحقيقة هي أن دراسة الأنبياء يجب أن تكون من المصادر المأمونة والموثوقة، التي لا تسيء إليهم عليهم الصلاة والسلام.