الجليل الفاضل القدوة النبيل ذي النفس المباركة والأخلاق الميمونة المخلص لله في أعماله المتوجه إليه سبحانه متقربا في أقواله وأفعاله ما أضمر أحدكم شيئا الا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه سيدنا العلامة عز الملة والدين حسين ابن المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد الحر لقبا ابن المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد بن مكي أعلى الله تعالى في تحصيل المعالي همته وأيقظ للاكتحال بمراود الكمال بصيرته وقال في آخرها وكتب العبد الفقير إلى كرم الله الغني علي بن عبد العالي بدمشق 16 شهر رمضان المعظم قدره عام 903 والظاهر أن هذه الإجازة قبل سفره المحقق الكركي إلى إيران حال تردده من الكرك إلى شيعة دمشق فإنه توفي سنة 937.
السيد أبو طالب علاء الدين حسين ابن الميرزا رفيع الدين الحسيني المرعشي الآملي الأصل محمد ابن الأمير شجاع الدين محمود الأصفهاني المنشأ المعروف بخليفة سلطان محشي المعالم واللمعة.
ومر باقي نسبه كاملا في ج 5 في ترجمة ولده إبراهيم.
مولده ووفاته ومدفنه ولد سنة 1001 كما في جامع الرواة وتوفي ببلدة أشرف من بلاد مازندران وهو راجع مع الشاه عباس الثاني من فتح قندهار حدود 1064 ونقل نعشه إلى الغري وقبره الآن بها معروف يزار كذا في الروضات وفي الرياض توفي بمازندران في خدمة الشاه عباس الثاني عائدا من فتح قلعة قندهار سنة 1064 ونقل نعشه إلى الغري وقال الآميرزا صائب في تاريخ وفاته:
آه از دستور عالم * وأي از سلطان علم كما عن رسالة الوزراء الفارسية للميرزا حبيب الله ابن الميرزا عبد الله الأصفهاني مع أن الكلمات المذكورة تبلغ بحساب الجمل 1140 وفي جامع الرواة توفي 1064 وفي السلافة انه توفي سنة 1066.
وفي الرياض: لعل في تاريخ وفاته سهوا لأنه توفي بعد الرجوع من فتح قندهار في أوائل دولة الشاه عباس الثاني وهو ليس بأزيد من خمسين سنة إلى عصرنا وهو سنة 1106 اه ورثاه جملة من شعراء العرب والعجم منهم الميرزا صائب التبريزي الشاعر المعروف رثاه بقصيدة طويلة وأرخ وفاته بشطر منها تقدم مر انه ليس مطابقا وحمل نعشه إلى النجف الأشرف ودفن في موضع الكشوانية في الجنوب الشرقي من الحضرة الشريفة التي يصعد منها إلى الايوان المذهب وكان قبره معمورا معروفا والآن هو في داخل حجرة صغيرة في الكشوانية.
صفته قال السيد شهاب الدين التبريزي فيما كتبه إلينا: رأيت في نسخة انه كان خفيف اللحية معتدل القامة يلبس العمامة الخضراء والبرود اليمانية والمنسوجات الكشميرية.
أقوال العلماء فيه في أمل الآمل السيد الجليل الحسين المشهور بخليفة سلطان الحسيني عالم محقق مدقق عظيم الشأن جليل القدر صدر العلماء له كتب وعدها قال وقد ذكره صاحب السلافة وأثنى عليه وقال إنه توفي سنة 1066 أقول ان صاحب السلافة بعد الفراغ من القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق قال أعيان العجم وأفاضلهم الذي هم من أهل هذه المائة كثيرون غير أن أكثرهم لم يتعاط نظم الشعر العربي ولعل لهم انشاء بالعربية لم اقف عليه فلهذا لم أذكر منهم الا من ذكر ثم عد جماعة منهم بتراجم موجزة ولم يزد في حق المترجم على قوله ومنهم السيد حسين الشهير بخليفة سلطان صهر سلطان العجم توفي سنة 1066 وقد انتقدهما صاحب الروضات على عادته وانتقاداته فقال ولقد فرط في حقه صاحبا الآمل والسلافة حيث لم يحسنا حسب ما يستحقه أوصافه وان حمل ذلك فيهما على القصور لكون الغالب في اهمالاتهما مبنيا على عدم العثور اه. فانظر واعجب فان صاحب السلافة موضوع كتابه أدباء العرب وصاحب الأمل أدى في وصفه بهذه الكلمات القصار ما لم يؤده هو في كلماته الطوال المسجعة بتسجيعه المعروف التي نترك نقلها لأنها ليست مما ينقل وننقل حاصل بعضها مع اصلاحه قال كان من أعاظم الفضلاء الأعيان محققا في كل ما جاء به حق التحقيق مدققا في كل ما تصدى له كل التدقيق عجيب الفطرة غريب الفكرة بديع التصرف في العلوم وسيع التدرب في الرسوم مالك أزمة الحكومة بين الخلائق في زمانه صدر الأئمة والعلماء في أوانه مفوضا إليه أمر النصب والعزل من أهل العلم والفضل وفي الرياض فاضل عالم محقق مدقق جامع في أكثر الفنون شاعر أي بالفارسية منشئ كان علامة عصره وأستاذ علماء دهره صاحب التصانيف المحررة والتأليف المجودة المقررة اه. ومجمل القول انه فقيه أصولي محدث حكيم متكلم مفسر محقق مدقق أخلاقي جامع لأصناف العلوم العقلية والنقلية مؤلف مهذب التأليف هذا مع تحمله أعباء الوزارة وشؤون إدارة المملكة.
وفي جامع الرواة جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة من وجوه هذه الطائفة وثقاتها واثباتها وأعيانها امره في الجلالة وعظم الشأن وسمو الرتبة و الثقة أشهر من أن يذكر وفوق ما يحوم حوله العبارة كان عالما بالعلوم العقلية والنقلية له تصانيف وعدها.
أحواله واخباره تولية الوزارة وما جرى له خلالها من محاسن الدولة الصفوية انه كان يتولى الوزارة فيها العلماء الأكفياء وينفذون احكام الشرع الاسلامي ويقيمون الحدود ويحافظون على نواميس الدين وفي الرياض كان صهر الشاه عباس الصفوي الأول على ابنته واسمها خان آغا بيگم، وبعد وفاة الوزير سلمان خان سنة 1033 جعله وزيرا في حياة والده الميرزا رفيع محمد الصدر وفي تاريخ عالم آراي عباسي وقد قيل في تاريخها بالفارسية وزير شاه شد سلطان داماد ثم في الرياض كان هو وزيرا والوالد صدرا في وقت واحد وكانا يجلسان في دار واحدة وتراجعهما جميع الناس فيما يرجع إلى الوزارة والصدارة إلى أن مات والده ومن ذلك يعلم أن منصب الصدارة غير منصب الوزارة فلعل الصدارة كانت فيما يرجع إلى جميع أمور المملكة والوزارة بمنزلة وزارة البلاط ولذلك قيل له خليفة سلطان أي خليفة السلطان في تفويض أموره له وكانت وزارته نحو خمس سنين كما في الروضات. في الرياض: كان تقلده الوزارة قبل وفاة الشاه بأربع سنين تقريبا ثم تقلد بعد وفاته وزارة الشاه صفي مدة سنتين. وفي تاريخ عالم آراي ثم صدرت منه جسارة في بعض المغازي فعزله عن الوزارة وكحل جملة من أولاده فأعماهم ونفاه إلى قم فاشتغل هناك بمطالعة الكتب ومراجعة