كان هذا الرجل عارفا بالنجوم متصلا ببهاء الدولة الديلمي ذا منزلة رفيعة ومرتبة عالية حتى بلغ من علو منزلته ان يمدحه الشريف المرتضى بعدة مدائح موجودة في ديوانه ويصفه فيها بأوصاف الاجلال والتعظيم ويسميه سيدنا الاجل ويصفه بالأستاذ الاجل أبو الخطاب حمزة بن إبراهيم وان يرثيه بعد وفاته قال ابن الأثير في حوادث سنة 408 فيها توفي أبو الخطاب حمزة ابن إبراهيم وكان سبب اتصاله ببهاء الدولة معرفة النجوم وبلغ منه منزلة لم يبلغها أمثاله فكان الوزراء يخدمونه وحمل إليه فخر الملك مائة ألف دينار فاستقلها وصار امره إلى ما صار من الضيق والفقر والغربة ومات بكرخ سامراء مفلوجا غريبا قد زال عنه امره وجاهه اه وعندنا قطعة من ديوان الشريف المرتضى فيها ثلاث قصائد في مدحه اما مرثيته فيه فليست في هذه القطعة ويظهر انه كانت بينه وبين الشريف المرتضى صداقة ومودة ويمكن ان يستفاد من ذلك ومن اتصاله ببهاء الدولة انه من شرط كتابنا.
مدائح المرتضى فيه في ديوان الشريف المرتضى كما في قطعة عندي منه مخطوطة ما لفظه:
قال يشكر الأستاذ الاجل أبا الخطاب حمزة بن إبراهيم على نيابته عنه بالحضرة السامية حضرة بهاء الدولة وقيامه بانشاد بعض شعره بها:
لنشر فضلك آثاري وأخباري * وفي ولائك اعلاني وأسراري وأنت من بين من بتنا نسوده * صفر من ألعاب عريان من العار أوليت ما لم أكن أرجوه مبتديا * وجزت غاية تأميلي وايثاري وكيف يبلغ شكري من أطال يدي * مدا وأعلق بالعلياء أظفاري ان الاجل أبا الخطاب أسكنني * في عرضة العز دارا أيما دار أعلى بحضرة ملك الأرض منزلتي * عفوا ورفع في مثواه مقداري وقام لا حصر منه ولا عجل * يجلو على سمعه أبكار أشعاري فالآن قدحي المعلى في مجالسه * إذا ذكرت وزندي عنده الواري فقد جزاء بما أوليت من حسن * زمام كل شرود الذكر سيار ما كان قبلك طلاعا إلى أحد * ولا لغيرك في الدنيا بزوار وخذ إليك مقاليدي مسلمة * فلست ارخص الا فيك أشعاري وفي ديوان المرتضى أيضا وقال يهنئ الأستاذ الاجل أبا الخطاب بالنيروز ويشكره على جميل أقواله وأفعاله:
أترى يعود لنا الأبيرق * والمنى للمرء شغل طلل لعمرة ما يزال * على ثراه دم يطل قل للذين على * مواعدهم لنا خلف ومطل كم ضامني من لا أضيم * وملني من لا امل يا عاذلا لعتابه * كل على سمعي وثقل ان كنت تأمر بالسلو * فقل لقلبي كيف يسلو وتعجبت جمل لشيب * مفارقي وتشيب جمل ورأت بياضا في سوا * دما رأته هناك قبل اي المفارق لا يزار * بذا البياض ولا يحل يا ضائع البكرات والسر * روحات تنقله شمل ينبو به في كل * شارقة مراد أو محل هذا أبو الخطاب ذو * النعماء سيدنا الاجل أحلل به عقد الرجال * فليس بعد اليوم حل واعقر قلوصك عنده * فهناك مال ثم أهل يا مفزع الملهوف مما * خاف يعمد أو يزل ومحصن المهجات لما * ان غدون وهن اكل وعلى الوسائد منك * للأقوام مرهوب مجل رهب ورغب عنده * فكأنه شمس وظل ولرب داهية يضيق * بكيدها السمع الأزل كنت ابن بجدتها وقد * دعي الرجال لها فقلوا ولقد تحققت النوائب * ان غربك لا يفل وحريز امرك لا يراع * وذود أرضك لا يشل أقسمت بالبيت الحرام * يزوره ركب ورجل وبزمزم والكارعين * لمائها نهل وعل وبمسقط الجمرات في * الوادي أحل بها المحل والمحرمين وقد علوا * وادي المغمس واستهلوا اما السجايا الغر * عندك ليس يعدلهن مثل كرم وعدل فائض * منواله كرم وعدل كم نعمة لك جمة * عندي ومعروف وفضل وصنائع مشهورة * طرق إلى شكري وسبل ما انس لا انس اهتمامك * بي وقد شحط المحل ومواقف لي قمتها * والحاسدون إلي قبل وكفيتني شطط السؤال * وأي عضب لا يسل وكثير ما قمنا به * في جنب حقك مستقل واسمع فذا النيروز * يخبر ان جدك فيه يعلو وخلود عزك لا يحال * ولا يزال ولا يمل واسلم فانا لا نبا * لي بعد بعدك من يعل وإذا بقيت محرما * فجميع ما نخشاه حل وفي ديوان المرتضى أيضا وقال طاب مرقده يهنئ الأستاذ الاجل أبا الخطاب حمزة بن إبراهيم بالمهرجان الواقع في سنة 403 ويعاتبه على تأخر بعض جوابات كتبه الصادرة إلى جليل حضرته:
عرفت الديار كسحق البرود * كان لم تكن لأنيس ديارا ذكرت بها نزوات الصبي * بساحاتها والشباب المعارا امنت على القلب خوانة * تطيع جهارا وتعصي سرارا أقاد إليها على ضنها * ولولا الهوى لملكت الخيارا ومفترش صهوات الجياد * إذا ما جرى لا يخاف العثارا تراه قويما كصدر القنا * ة لا يطعم الغمض الا غرارا فلما ثناه جناب الاجل * نفض عن منكبيه الغبارا وشرد عنه زماع الرحيل * فالقى عصاه وأرخى الإزارا مزار إذا زاره الرائدون * أبوا ان يؤموا سواه مزارا ومغنى إذا اضطربت بالرجال * رحال الركائب كان القرارا فلله درك من آخذ * وقد وتر المجد للمجد ثارا ومن جبل ما استجار العفاة * به في البوائق الا أجارا فتى لا ينام على ريبة * ولا يأخذ الهم الا اقتسارا ولا يصطفى غير سيارة * من الذكر خاض إليها الغمارا فما كنت للرمح الا السنان * ولا كنت للسيف الا الفرارا