منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٦ - الصفحة ٣١٥
كان في الأركان أم غيرها، لكن في خصوص السهو، وذلك مثل مرسلة سفيان بن السمط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (تسجد سجدتي السهو في كل زيادة تدخل عليك أو نقصان) بناء على الاعتماد على مراسيل ابن أبي عمير إما لشهادة الشيخ في العدة في بحث حجية خبر الواحد (بأنه من الذين لا يروون ولا يرسلون الا عن ثقة) و إما لانجبار ضعف السند بعمل المشهور لو لم يكن وجه عملهم بها اعتمادهم على كلام الشيخ.
لكن لما لم تكن هذه الشهادة مقبولة عند الشيخ نفسه، لمخالفته لها في جملة من المراسيل كما يظهر من التهذيب والاستبصار - حيث إنه ضعف رواية محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في الكتابين بقوله: (فأول ما فيه أنه مرسل، و ما هذا سبيله لا يعارض به الاخبار المسندة) وغير ذلك من الموارد التي ناقش الشيخ فيها بالارسال وان كان المرسل ابن أبي عمير أو غيره من أصحاب الاجماع - صار اعتبار مرسلة سفيان موردا للاشكال، فلا يمكن الحكم باعتبارها من ناحية كلام الشيخ، وكذا من ناحية الجبر بعمل المشهور، لعدم إحراز استنادهم إليها، فاندراجها في كبرى الجبر بالعمل أيضا غير معلوم. وعليه فما في خلل صلاة الجواهر من الاعتماد على هذه المرسلة لكون المرسل ابن أبي عمير لا يخلو من تأمل.
وبالجملة: فلم تثبت حجية المرسلة المزبورة حتى يجمع بينها وبين سائر الروايات، فذكر المرسلة في جملة أخبار الباب انما هو على فرض اعتبارها.