فيه أن لا يحلف الا اثنان، وأيضا فليس هو بأولى من المرسل الذي بعده من طريق ابن وهب وهو مخالف لقول جميعهم لان فيه ان نكل الفريقان عقله المدعى عليهم ولا يقول به مالكي. ولا شافعي. وفيه القود بالقسامة، ولا يقول به حنيفي. ولا شافعي، وفيه ترديد الايمان جملة دون تخصيص أن يكونا اثنين كما يقول مالك * قال أبو محمد رحمه الله: وأيضا فان القائلين بترديد الايمان في القسامة قد اختلفوا في الترديد فروينا عن عمر أنه ردد الايمان عليهم الأول فالأول معناه كأنهم كانوا أربعين فحلفوا أربعين يمينا فبقيت عشرة أيمان فحلف العشرة الذين حلفوا أولا فقط، وروى غير ذلك. وانها تردد على الاثنين فالاثنين كما روينا من طريق ابن وهب قال قال ابن سمعان: سمعت من أدركت من علمائنا يقولون في القسامة تكون في الخطأ على الوارث فإن لم يكن للمقتول خطأ الا وارث واحد حلف خمسين يمينا مرددة ثم يدفع إليه الدية، فان كانوا ابنين أو أخوين ليس له وارث غيرهما فطاع أحدهما بالقسامة وأبى الآخر فعلى الذي طاع بالقسامة خمسة وعشرون مرددة عليه ثم يدفع إليه نصف الدية وليس للاخر شئ فإن كان الورثة ثلاثة رهط كانت القسامة عليهم أثلاثا فإن لم تتفق الايمان عليهم جعل الفضل على الاثنين فالاثنين وان القسامة على الورثة بقدر الميراث وقد ذكرنا بالاسناد المتصل عن سعيد بن المسيب. والزهري أن ترديد الايمان في القسامة لا يجوز وأنه أمر حدث لم يكن قبل. وأن أول من ردد الايمان معاوية في القسامة وقد جاء في هذا خبر مرسل لو وجدوا مثله لطاروا به فصح أن لا قسامة الا بخمسين يحلفون أن فلانا قتل صاحبنا عمدا أو خطأ كيف ما علموا من ذلك فان نقص منهم واحد فصاعدا بطلت القسامة وعاد الامر إلى حكم التداعي ويحلفون في مجلس الحاكم وهم قعود حيث كانت وجوههم بالله تعالى فقط لا يكلفون زيادة على اسم الله تعالى لقول النبي عليه السلام: " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " ولا فرق بين زيادة الذي لا إله إلا هو وزيادة الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر وكل هذا حكم لم يأت به عن الله تعالى نص ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم. ولا أوجبه قياس. ولا نظر، وكذلك لا يكلفون الوقوف عند اليمن ولا صروف وجوههم إلى القبلة ولا ينزعوا أرديتهم أو طيالستهم، وكل هذه أحكام لم يأت بها نص قرآن. ولا سنة لا صحيحة. ولا سقيمة. ولا قول صاحب.
ولا اجماع. ولا قياس. ولا نظر * فان قالوا: هو تهييب ليرتدع الكاذب قيل له:
وهو تشهير وأن أردتم التهييب فاصعدوه المنار أو ارفعوه على المنار أو شدوا وسطه