يحدث عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس على الخائن ولا على المختلس ولا على المنتهب قطع " قال: وتحتمل رواية من روى أنها استعارت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعها أنهم أرادوا التعريف بأنها هي التي كانت استعارت الحلى وسرقت فقطعت للسرقة لا للعارية، قالوا: وهذا كما روى " أفطر الحاجم والمحجوم " ورأي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصف فأمره بإعادة الصلاة، قالوا: وليس من أجل الحجامة أخبر بأنهما أفطرا لكن بغير ذلك وليس من أجل الصلاة خلف الصف أمره بالإعادة لكن بغير ذلك * قال أبو محمد رحمه الله: هذا كل ما شغبوا به قد تقصيناه وكل ذلك لا حجة لهم في شئ منه على ما نبين إن شاء الله تعالى فنقول: وبالله تعالى التوفيق * أما كلامهم في اختلاف الرواية عن الزهري فلا متعلق لهم به لان معمرا. وشعيب ابن أبي حمزة روياه عن الزهري وهما في غاية الثقة والجلالة وكذلك أيوب بن موسى كلهم يقولون: انها كانت تستعير المتاع فتجحده فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطع يدها وأخبر أنه حد من حدود الله تعالى ولم يضطرب على معمر في ذلك ولا على شعيب بن أبي حمزة وان كانا خالفهما الليث. ويونس بن أبي يزيد. وإسماعيل ابن أمية. وإسحاق بن راشد فان الليث قد اضطرب عليه أيضا وكذلك على يونس ابن يزيد فان الليث. ويونس. وإسماعيل. واسحق ليسوا فوق معمر. وشعيب في الحفظ وقد وافقهما ابن أخي الزهري عن عمه، وأما تنظيرهم في ذلك بالثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم " أفطر الحاجم والمحجوم " وبأمره صلى الله عليه وسلم الذي صلى خلف الصف بإعادة الصلاة فما زادوا على أن فضحوا أنفسهم واستحلوا في الكذب الذي لا يستسهله مسلم لأنهم يقولون: انهما أفطرا لأنهما كانا يغتابان الناس فقيل لهم فمن اغتاب الناس وهو صائم أفطر عندكم قالوا: لا وهذه مضاحك وشماتة الأعداء واستخفاف بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم مع الكذب عليه أن يقول عليه السلام:
" أفطر الحاجم والمحجوم " فيقولون هم لم يفطر واحد منهما، فان قيل لهم أتكذبون النبي صلى الله عليه وسلم في قوله افطرا؟ قالوا: افطرا بغير ذلك وهو الغيبة، فان قيل لهم أتفطر الغيبة؟ قالوا لا فرجعوا إلى ما فروا عنه كيدا لأهل الاسلام ولم اغتر بهم من الضعفاء المخاذيل * واما حديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم في المصلى خلف الصف وحده بإعادة الصلاة فلو لم يرو أحد عشر من الصحابة بالأسانيد الثابتة أمره صلى الله عليه وسلم بإقامة الصفوف والتراص فيها والوعيد على خلاف ذلك لأمكن أن يعذروا بالجهل فكيف ولا عذر لهم