كما نا حمام نا ابن مفرج نا ابن الاعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب قال: ادرءوا الحدود ما استطعتم * وبه إلى سفيان الثوري عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال ابن مسعود: ادرءوا الحدود ما استطعتم، وعن أبي هريرة ادفعوا الحدود ما وجدتم مدفعا، وعن ابن عمر قال:
ادفعوا الحدود بالشبهات * وعن عائشة ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم * وعن عمر بن الخطاب. وابن مسعود كانا يقولان: ادرءوا عن عباد الله الحدود فيما شبه عليكم * قال أبو محمد رحمه الله: وهي كلها لا شئ، اما من طريق عبد الرزاق فمرسل، والذي من طريق عمر كذلك لأنه عن إبراهيم عن عمر ولم يولد إبراهيم الا بعد موت عمر بنحو خمسة عشر عاما، والآخر الذي عن ابن مسعود مرسل لأنه من طريق القاسم ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وأما أحاديث ابن حبيب ففضيحة لو لم يكن فيها غيره لكفى فكلها مرسلة * قال أبو محمد رحمه الله: فحصل مما ذكرنا أن اللفظ الذي تعلقوا به لا نعلمه روي عن أحد أصلا وهو ادرءوا الحدود بالشبهات لا عن صاحب ولا عن تابع الا الرواية الساقطة التي أوردنا من طريق إبراهيم بن الفضل عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.
وإبراهيم ساقط، وإنما جاء كما ترى عن بعض الصحابة مما لم يصح ادرءوا الحدود ما استطعتم وهذا لفظ ان استعمل أدى إلى ابطال الحدود جملة على كل حال، وهذا خلاف اجماع أهل الاسلام وخلاف الدين وخلاف القرآن والسنن لان كل أحد هو مستطيع على أن يدرأ كل حد يأتيه فلا يقيمه فبطل أن يستعمل هذا اللفظ وسقط أن تكون فيه حجة لما ذكرنا، وأما اللفظ الآخر في ذكر الشبهات فقد قلنا:
ادرءوا لا نعرفه عن أحد أصلا الا ما ذكرنا مما لا يجب أن يستعمل فقط لأنه باطل لا أصل له، ثم لا سبيل لاحد إلى استعماله لأنه ليس فيه بيان ما هي تلك الشبهات فليس لأحد أن يقول في شئ يريد ان يسقط به حدا هذا شبهة الا كان لغيره أن يقول: ليس بشبهة ولا كان لاحد أن يقول في شئ لا يريد أن يسقط به حدا: ليس هذا شبهة الا كان لغيره أن يقول: بل هو شبهة، ومثل هذا لا يخل استعماله في دين الله تعالى انه لم يأت به قرآن. ولا سنة صحيحة. ولا سقيمة. ولا قول صاحب. ولا قياس. ولا معقول مع الاختلاط الذي فيه كما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق * قال أبو محمد رحمه الله: فان شغب مشغب بما رويناه من طريق البخاري