أقول: " لحن الرجل " من باب علم: فطن بحجته وانتبه.
13 - وفي سنن أبي داود بسنده عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار. " (1) ورواه أيضا مالك في أول الأقضية من الموطأ عن أم سلمة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم). (2) وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعث القضاة إلى النواحي أيضا، فيتولون هذه المهمة بنصبه و أمره:
14 - ففي سنن أبي داود أيضا بسنده عن على (عليه السلام)، قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال:
إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء، قال: فما زلت قاضيا أو ما شككت في قضاء بعد. " (3) أقول: وقال عمر بن الخطاب في حقه: " على أقضانا. " (4) 15 - وفيه أيضا بسنده عن أناس من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: " كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ " قال: أقضي بكتاب الله. قال: " فإن لم تجد في كتاب الله؟ " قال: فبسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا في كتاب الله؟ " قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صدره وقال: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله. " (5)