الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٢٥
في الوجود الا الله تعالى وافعاله (1) اثر من آثار قدرته فهي تابعه له فلا وجود لها بالحقيقة وانما الوجود للواحد الحق الذي به وجود الافعال كلها ومن هذا حاله فلا ينظر في شئ من الافعال الا ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيث إنه سماء وارض وحيوان وشجر بل ينظر فيه من حيث إنه صنع فلا يكون نظره مجاوزا له إلى غيره كمن نظر في شعر انسان أو خطه أو تصنيفه فرأى فيه الشاعر والمصنف ورأى آثاره من حيث إنه آثاره لا من حيث إنه حبر وعفص وزاج مرقوم على بياض فلا يكون قد نظر إلى غير المصنف وكل العالم (2) تصنيف الله فمن نظر إليها من حيث إنها فعل الله وأحبها من حيث إنها فعل الله لم يكن ناظرا الا في الله ولا عارفا الا بالله ولا محبا الا الله بل لا ينظر إلى نفسه من حيث نفسه بل من حيث إنه عبد الله فهذا الذي يقال إنه فنى في التوحيد وانه فنى عن نفسه واليه

(1) ومن المحققات ان الأثر يشابه صفه مؤثره وان الأثر ليس شيئا على حياله فلو لم ير الفاعل في فعله لم يؤخذ الفعل على وجهه بل شيئا مستقلا وعند هذا لم يكن اثرا وهذا نظر خطاء أعاذنا الله تعالى منه وهذا البيان الذي هو أقرب المجازات لأقرب أهل المجاز والبيان الاشمخ الاعذب لأهله ان الوجود بشراشره قدرته فكل المبادى مقارناتها ومفارقاتها وبرزخياتها والقوى الفعلية حتى العرضية درجات قدرته الفعلية والافعال ماهيات سرابيه ما به موجوديتها وجوده ما خلقنا السماوات والأرض الا بالحق والصنع الذي يقول به هو الوجود المنبسط الذي حيثية طرد العدم وجودها ايجاده الحقيقي لا المصدري والاضافى اللهم الا ان يراد الإضافة الاشراقية س ره.
(2) قال في كتابه المجيد التدوينى كتاب أحكمت آياته وفي موضع آخر فصلت آياته وفي آخر كلمه أخرى فكلمه العقل الأول والعقول الطولية المترتبة والعرضية المتكافئة كلماته التامات الجامعات قال ص أوتيت جوامع الكلم بل هي حروفه العاليات المستطرات بالتبر لا بالحبر على رق ابيض لا اصفر أو اخضر أو احمر والنفوس هي الأسماء الغير المقترنة بالزمان باعتبار باطن ذاتها والطبائع السيالة هي الافعال المقترنة بالزمان باعتبار ذاتها المادية والاعراض اعاريبها وهذا الأسماء والافعال مدادها ولوحها متفاوتان وفي مدلولاتها ومدلولات الحروف المقطعات والموصلات عجائب وغرائب فاقرء وارقا قال السيد المحقق الداماد في القبسات ولقد اعجبنى كلام الامام الغزالي حيث قال العالم تصنيف الله تعالى س ره
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست