في الوجود الا الله تعالى وافعاله (1) اثر من آثار قدرته فهي تابعه له فلا وجود لها بالحقيقة وانما الوجود للواحد الحق الذي به وجود الافعال كلها ومن هذا حاله فلا ينظر في شئ من الافعال الا ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيث إنه سماء وارض وحيوان وشجر بل ينظر فيه من حيث إنه صنع فلا يكون نظره مجاوزا له إلى غيره كمن نظر في شعر انسان أو خطه أو تصنيفه فرأى فيه الشاعر والمصنف ورأى آثاره من حيث إنه آثاره لا من حيث إنه حبر وعفص وزاج مرقوم على بياض فلا يكون قد نظر إلى غير المصنف وكل العالم (2) تصنيف الله فمن نظر إليها من حيث إنها فعل الله وأحبها من حيث إنها فعل الله لم يكن ناظرا الا في الله ولا عارفا الا بالله ولا محبا الا الله بل لا ينظر إلى نفسه من حيث نفسه بل من حيث إنه عبد الله فهذا الذي يقال إنه فنى في التوحيد وانه فنى عن نفسه واليه
(٣٢٥)