هؤلاء الأكابر بأنها مما يصادم العقل الصريح والبرهان الصحيح ويبطل به علم الحكمة وخصوصا فن المفارقات الذي يثبت فيه تعدد العقول والنفوس والصور والاجرام وانحاء وجوداتها المتخالفة الماهيات وما أشد (1) في السخافة قول من اعتذر من قبلهم ان احكام العقل باطله عند طور وراء طور العقل كما أن احكام العقل باطله عند طور العقل ولم يعلموا ان مقتضى البرهان الصحيح مما ليس انكاره في جبله العقل السليم من الأمراض والاسقام الباطنة نعم ربما يكون بعض المراتب الكمالية مما يقصر عن غورها العقول السليمة لغاية شرفها وعلوها عن ادراك العقول لاستيطانها في هذه الدار وعدم مهاجرتها إلى عالم الاسرار لا ان شيئا من المطالب الحقه مما يقدح فيها ويحكم بفسادها العقل السليم والذهن المستقيم وقد صرح بعض المحققين منهم بان العقل حاكم كيف والأمور الجبليه واللوازم الطبيعية من غير تعمل وتصرف خارجي ومع عدم عائق ومانع عرضى لا تكون باطله قطعا إذ لا باطل ولا معطل في الموجودات الطبيعية الصادرة من محض فيض الحق دون الصناعيات والتعليمات الحاصلة من تصرف المتخيله وشيطنه الواهمه وجبله العقل الذي هو كلمه من كلمات الله تعالى التي لا تبديل لها مما يحكم بتعدد الموجودات بحسب فطرتها الأصلية.
قال الشيخ الفاضل الغزالي اعلم أنه لا يجوز في طور الولاية ما يقضى العقل باستحالته نعم يجوز ان يظهر في طور الولاية ما يقصر العقل عنه بمعنى انه لا يدرك بمجرد العقل ومن لم يفرق بين ما يحيله العقل وبين ما لا يناله العقل فهو اخس