أمور اعتبارية محضه وحقائقها أوهام وخيالات لا تحصل لها الا بحسب الاعتبار حتى أن هؤلاء الناظرين في كلامهم من غير تحصيل مرامهم صرحوا بعدميه الذوات الكريمة القدسية والاشخاص الشريفة الملكوتية كالعقل الأول وسائر الملائكة المقربين وذوات الأنبياء والأولياء والاجرام العظيمة المتعددة المختلفة جهة وقدرا وآثارها المتفننه وبالجملة النظام المشاهد في هذا العالم المحسوس والعوالم التي فوق هذا العالم مع تخالف اشخاص كل منها نوعا وتشخصا وهويه وعددا والتضاد الواقع بين كثير من الحقائق أيضا ثم إن لكل منها آثارا مخصوصة واحكاما خاصه ولا نعنى بالحقيقة الا ما يكون مبدء اثر خارجي ولا نعنى بالكثرة الا ما يوجب تعدد الاحكام والآثار فكيف يكون الممكن لا شيئا في الخارج ولا موجودا فيه وما يتراآى من ظواهر كلمات الصوفية ان الممكنات أمور اعتبارية أو انتزاعيه عقلية ليس معناه ما يفهم منه الجمهور ممن ليس له قدم راسخ في فقه المعارف وأراد ان يتفطن باغراضهم ومقاصدهم بمجرد مطالعه كتبهم كمن أراد ان يصير من جمله الشعراء بمجرد تتبع قوانين العروض من غير سليقه تحكم باستقامه الأوزان أو اختلالها عن نهج الوحدة الاعتداليه.
(٣١٩)