الإشارة بقول من قال كنا بنا فغبنا عنا فبقينا بلا نحن فهذه (1) أمور معلومه عند ذوى البصائر أشكلت لضعف الافهام عن دركها وقصور قدر العلماء بها عن ايضاحها وبيانها بعباره مفهمه موصله للغرض إلى الافهام أو باشتغالهم بأنفسهم واعتقادهم ان بيان ذلك لغيرهم مما لا يغنيهم انتهى كلامه.
وانما أوردنا كلام هذا البحر القمقام الموسوم عند الأنام بالامام وحجه الاسلام ليكون تليينا لقلوب السالكين مسلك أهل الايمان ودفعا لما يتوهمه بعض منهم ان هذا التوحيد الخاصي مخالف للعقل والشرع اما العقل فلظهور الكثرة في الممكنات واما الشرع فلان مدار التكليف والوعد والوعيد على تعدد مراتب الموجودات وتخالف النشات واثبات الافعال للعباد ومعنى التوحيد ان لا موجود الا الله سبحانه وذلك لما علمت مما سبق منا وما نقلنا من كلام هذا النحرير ان هذه وحده يندرج فيها الكثرات انها وحده جمعيه إذا نظرت إلى حقيقة الموجود المطلق بما هو موجود مطلق (2) الذي يقال له مرتبه الواحدية وإذا نظرت إلى الموجود الصرف البحت الذي لا يشوبه معنى آخر في ذاته ولا تعين له في حقيقته