اصوليه يزول بها الريب عن القلب من أراد الاطمينان فليراجع إليها فالحاصل ان المختار متى كانت نسبه المعلول اليه امكانية من دون داع ومقتض لصدوره يكون صدوره عنه ممتنعا لامتناع كون المساوى راجحا فان تجويز ذلك من العاقل ليس الا قولا باللسان دون تصديق بالقلب (1) فذلك الداعي هو غاية الايجاد وهو قد يكون نفس الفاعل كما في الواجب تعالى لأنه تام الفاعلية فلو احتاج في فعله إلى معنى خارج عن ذاته لكان ناقصا في الفاعلية وستعلم انه مسبب الأسباب وكل ما يكون فاعلا أولا لا يكون لفعله غاية أولى غير ذاته إذ الغايات كسائر الأسباب تستند اليه فلو كان لفعله غاية غير ذاته فإن لم يستندوجودها اليه لكان خرق الفرض وان استند اليه فالكلام عائد فيما هو غاية داعيه لصدور تلك الغاية المفروضة كونه غير ذاته تعالى وهكذا حتى ينتهى إلى غاية هي عين ذاته فذاته تعالى (2) غاية للجميع كما هو انه فاعل لها وبيان ذلك أنه سنقرر لك إن شاء الله تعالى بان واجب الوجود أعظم مبتهج بذاته وذاته مصدر لجميع الأشياء وكل من ابتهج بشئ ابتهج بجميع ما يصدر عن ذلك الشئ من حيث كونها صادره عنه فالواجب تعالى يريد الأشياء لا لأجل ذواتها من حيث ذواتها بل من حيث إنها صادره عن ذاته تعالى فالغايه له في ايجاد العالم نفس ذاته المقدسة وكل ما كانت فاعليته لشئ
(٢٦٣)