ليشبع فإنما اكل لأنه تخيل الشبع فحاول ان يستكمل وجود الشبع فيصير من حد التخيل إلى حد العين فهو من حيث إنه شبعان تخيلا هو الذي يأكل ليصير شبعان وجودا فالشبعان تخيلا هو العلة الفاعلية لما يجعله فاعلا تاما والشبعان وجودا هو الغاية المترتبة على الفعل فالاكل (1) صادر من الشبع ومصدر للشبع ولكن باعتبارين مختلفين فهو باعتبار الوجود العلمي فاعل وعلة غائيه وباعتبار الوجود العيني غاية فاعلم أن العلة الغائية لا تنفك عن الفاعل والغاية المترتبة على الفعل أيضا سترجع اليه بحسب الاستكمال فظهر ان تقسيمهم الغاية إلى ما يكون في نفس الفاعل كالفرح والى ما يكون في القابل والى ما يكون في غيرهما كرضا فلان غير مستقيم فان القسمين الأخيرين في الحقيقة يرجعان إلى القسم الأول وهو ما يكون في نفس الفاعل فان الباني لا يبنى والمحصل لرضا انسان بفعله لا يحصل الا لمصلحه تعود إلى نفسه سواء ا كان المراد من الغاية ما يجعل الفاعل فاعلا أو ما يترتب على الفعل (الفاعل خ ل) ترتبا ذاتيا وكذا تقسيمهم الاخر انه قد يكون الغاية نفس ما ينتهى اليه حركه وقد يكون غيره كما ذكرناه من طلب مكان للملاله عن غيره أو للقاء صديق إذ لولا أولوية أو طلب فرح أو انتفاع يعود إلى النفس لم تتصور الحركة الإرادية ويمكن (2) الاعتذار عن الأخير لا بما ذكره بعضهم من أن المراد من الغاية
(٢٧١)