ذات الشئ عله لتحققها حتى يلزم من العلم بها العلم بتلك الصفات مطلقا بل انما يكون عله لتحقق هذه الصفات عند اعتبار العقل لها لا مطلقا أيضا بل عند (1) اعتبار جمله من الوسطيات ولا شك ان العلم بماهية النفس وبتلك الوسطيات المعتبرة عله للعلم بوجود هذه اللوازم واما اللوازم الغير الاعتبارية فهي للنفس مثل قدرتها وشوقها وادراكها ولذتها والمها إلى غير ذلك من الوجدانيات الحاصلة للنفس من دون توقفها على الاعتبار والفرض فلا جرم (2) من عرف ذاته عرف هذه الصفات وسائر آثارها وشعبها وتوابعها الذاتية وخوادمها وجنودها الفطرية لكن أكثر الناس ممن ليس له حضور تام عند نفسه بل كثره اشتغاله بالأمور الخارجة عنه وشده التفاته بما يدركه الحواس وتورطه في الدنيا يلهيه عن الالتفات بذاته ويذهله عن الاقبال إليها والرجوع إلى حاق حقيقته فلا يدرك (3) ذاته الا ادراكا ضعيفا
(٢٢٨)