فتعمل في نقضها ورفضها فان حصول هذه الصورة إن كان موجبا للملال للنفس حصولها وجب ان لا يشتاق إليها وإن كان لمده طالت فيكون الشوق عارضا لها بعد حين لا امرا في جوهرها ويكون هناك سبب يوجبه ولا يجوز أيضا ان يكون غير قنعه بما يحصل بل مشتاقه إلى اجتماع الاضداد فيها فان هذا محال والمحال ربما ظن أنه ينساق اليه الاشتياق النفساني واما الاشتياق التسخيرى فإنما يكون إلى غاية في الطبيعة المكمله والغايات الطبيعية غير محاله ومع هذا فكيف يجوز ان يتحرك الهيولى إلى الصورة وانما يأتيها الصورة الطارية من سبب يبطل صورتها الموجودة لا انها يكتسبها بحركتها ولو لم يجعلوا هذا الشوق (1) إلى الصورة المقومة التي هي كمالات أولى بل إلى الكمالات الثانية اللاحقة لكان تصور معنى هذا الشوق من المتعذر فكيف وقد جعلوا ذلك شوقا لها إلى الصورة المقومة فمن هذه الأشياء تعسر على فهم هذا الكلام الذي هو أشبه بكلام الصوفية منه بكلام الفلاسفة وعسى ان يكون غيرى يفهم هذا الكلام حق الفهم فليرجع اليه فيه ولو كان بدل الهيولى بالاطلاق هيولي ما يستكمل بالصورة الطبيعية حتى يحدث من الصورة التي انبعاث نحو استكمالات تلك الصورة مثل الأرض في التسفل والنار في التصعد لكان لهذا الكلام وجه وإن كان مرجع ذلك الشوق إلى الصورة الفاعلة واما على الاطلاق فمما لست افهمه هذا تمام كلام الشيخ في هذا المقام.
وانى لأجل محافظتى على التأدب بالنسبة إلى مشايخي في العلوم واساتيذى في معرفه الحقائق الذين هم أشباه آبائي الروحانية وأجدادي العقلانية من العقول