اما ان يكون موجبا لزوال شئ كان ثابتا من قبل أو لا فإن لم يوجب له (1) لم يكن هذا الحادث صوره مقومه لأنها لو كان صوره مقومه لكان الحامل قبل حدوثها محتاجا إلى صوره أخرى مقومه ثم تلك الصورة اما ان يبقى مع هذه الصورة الحادثة أو لا يبقى فان بقيت فالحامل متقوم بتلك الصورة فلا حاجه له إلى هذه الحادثة فيكون هذه عرضا لا صوره واما (2) إن كان حدوث هذه الصفة موجبا لزوال الصورة المتقدمة المقومة كان حدوثها موجبا لزوال شئ وقد فرضنا انه ليس كذلك فثبت ان كل صفه يحدث في محل ولا يكون مزيله وصف عنه فهي من باب الاعراض لا الصور وقد علم أن صفات الشئ ان لم يكن بالقسر ولا بالعرض فهي بالطبع فيكون هناك صوره مقومه للمحل مقتضيه لذلك العرض فهي كمال أول وذلك العرض كمال ثان والصور بطباعها متجهة إلى تحصيل كمالاتها من الاعراض اللهم الا لمانع أو عدم شرط اما الأول فكالأعراض المزيلة واما الثاني كعدم نشو البذور عند فقدان ضوء الشمس ثم إذا حصلت تلك الكمالات فمن المستحيل ان ينقلب الامر حتى يتوجه من تلك الكمالات مره أخرى إلى طرف النقصان لان الطبيعة الواحدة لا تقتضي توجها إلى شئ وصرفا عنه فثبت بالبرهان ان كل صفه تحدث في المحل من غير أن يكون حدوثها مزيلا لشئ عن ذلك المحل فإنه بطبعه متحرك إليها وانه يستحيل عليه بعد وصوله إليها ان يتحرك عنها مثاله ان الصبي يتحرك إلى الرجولية وبعد
(١٧٢)