البداهة حاكمه بان العلة المؤثرة هي أقوى لذاتها من معلولها فيما يقع به العلية وفي غيرها لا يمكن الجزم بذلك ابتداء ا والشيخ الرئيس قد فصل القول في هذه المسألة بان المعلول اما ان يحتاج إلى العلة لذاته وطبيعته أو بشخصيته وهويته والأول يقتضى أن تكون العلة مخالفه له في الماهية والا لزم عليه الشئ لنفسه واما الثاني ككون هذه النار معلوله لتلك النار والابن معلولا للأب فلا يجوز ان يكون أقوى من العلة في تلك الطبيعة لان تلك الزيادة معلوله ولا سبب لها وليست حاصله للفاعل حتى يقتضيها ولا يمكن ان يسند إلى زيادة استعداد مادية له لان المادة باستعدادها قابله لا فاعله أو مقتضيه واما انه هل يكون مساويا للعلة فنقول ذلك التساوي اما ان يعتبر في حقيقتهما أو وجوديهما فعلى الأول اما ان يتساوى مادتاهما أم لا فإن لم تتساويا فاما ان تتساويا في قبول ذلك الأثر أو تختلفا فالأول (1) كالحال في اتباع سطح النار لسطح فلك القمر في حركه واما الثاني فمثل الضوء الحاصل من الشمس في القمر (2) فان الضوئين مختلفان بالقوة والضعف ومن جعل هذا القدر من الاختلاف مؤثرا في اختلاف الماهية جعلهما نوعين ومن جعل ذلك اختلافا في العوارض جعلهما من نوع واحد واما إذا كانت المادتان متساويتين فلا يخلو اما أن تكون مادة المنفعل خاليه عما يعاوق ذلك الأثر أو يكون فيها ما يعاوقه الأول هو الاستعداد التام وهو على ثلاثة أقسام فإنه اما ان يكون في المادة ما يعين على ذلك الأثر ويبقى معه مثل تبريد الماء فان فيه قوه تعين على هذا الأثر
(١٨٧)