الممكنات ومنها والزوجية حاصله من ماهية الأربعة وفيها وتساوى الزوايا لقائمتين حاصل من ماهية المثلث وفيها.
لا يقال هذه الماهيات مركبه فلعل منشا فاعليتها بعض اجزائها ومنشأ قابليتها بعض آخر فلا يلزم ما ذكرتموه.
لأنا نقول اما أولا فلان في كل مركب بسيطا ولكل واحد من بسائطه شئ من اللوازم وأقلها انه شئ أو ممكن عام واما ثانيا فلان الحقيقة المركبة لها وحده طبيعية مخصوصة واللازم الذي يلزمه عند ذلك الاجتماع ليس عله لزومه أحد اجزاء ذلك المجموع والا كان حاصلا قبل ذلك الاجتماع وليس القابل أيضا أحد اجزائه فان السطح وحده لا يمكن ان يكون موصوفا بتساوي الزوايا لقائمتين ولا الأضلاع الثلاثة بل القابل هو المجموع من حيث هو ذلك المجموع والفاعل أيضا ذلك المجموع فكان الشئ باعتبار واحد قابلا وفاعلا وهو المطلوب.
ويدل أيضا ان للباري عز اسمه صفات انتزاعية (1) كالواجبية والوحدانية وما يجرى مجراها عند الكل لان ما لا يجوز كونه زائدا عليه هي من الصفات الكمالية كالعلم والقدرة والإرادة لا الانتزاعيات كمفهوم وجوب الوجود ومفهوم العالمية وغيرهما فاذن ذاته بسيطه ومع بساطته فاعل وقابل لهذا الاعتبارات العقلية.
وأيضا عقله للأشياء عند المعلم الأول واتباعه كالشيخين أبى نصر وأبى على وغيرهما صور مطابقه للأشياء والصور المطابقة للممكنات مخالفه لذاته تعالى وهي عندهم من لوازم ذاته تعالى وهي أيضا في ذاته فالفاعل والقابل هناك واحد.
ومن هاهنا وقع الاشتباه على المتأخرين سيما الإمام الرازي في تجويز كون الفاعل والقابل باي معنى كان واحدا ولم يعرفوا كنه الامرين في القبيلين فوقعوا