والسبب في ذلك (1) ان في سلسله التصاعد على فرض اللاتناهي ليس توجد عله يتعين في نظر العقل انها لا محاله تكون موجوده أولا ثم من تلقائها تدخل السلسلة المترتبة بأسرها في الوجود وان ذلك منشا الحكم بالامتناع والامر في سلسله التنازل على خلاف ذلك وما ذكرناه جار في جميع البراهين الماضية حتى الحيثيات والتضايف وغيرهما وذلك لان معيار الحكم بالاستحاله في كل منها استجماع شرطي الترتب والاجتماع في الوجود بالفعل في جهة اللانهاية فمعيار الفرق كما وقعت الإشارة اليه فيما سبق ان العلل المرتبة للشئ موجوده معه في ظرف الأعيان وتقدمها عليه انما يكون بضرب من التحليل وفي الاعتبار العقلي ففي صوره التصاعد تكون العلل المترتبة الغير المتناهية فرضا موجوده (2) في مرتبه ذات المعلول ومجتمعه الحصول معها فيكون الترتب والاجتماع جميعا حاصلين للعلل في مرتبه ذات المعلول واما (3) في صوره التنازل فالمعلولات المترتبة لا تكون مجتمعه في مرتبه ذات العلة
(١٦٨)