الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة لمؤلفه الحكيم الإلهي والفيلسوف الرباني صدر الدين محمد الشيرازي مجدد الفلسفة الاسلامية المتوفى 1050 هج الجزء الأول * من السفر الرابع الطبعة الثالثة 1981 دار احياء التراث العربي بيروت بسم الله الرحمن الرحيم مقدمه المؤلف الحمد لله فاعل كل محسوس ومعقول وغاية كل مطلوب ومسؤول والصلاة على صفوه عباده وهداه الخلق إلى مبدئه ومعاده سيما سيد المصطفين محمد المبعوث إلى كافه الثقلين اللهم فصل عليه وعلى الأرواح الطاهرة من أهل بيته وأولاده والأشباح (1) الزاهرة من أوليائه وأحفاده.
وبعد فيقول الفقير إلى رحمه ربه الغنى محمد المشتهر بصدر الدين الشيرازي ان السعادة ربما يظن بها انها الفوز بالدرجات الحسية والوصول إلى الرياسات الخيالية وما أبين لمن تحقق الأمور وتفطن بالمعارف ان السعادات العاجلية واللذات الحسية الفورية ليس شئ منها سعادة حقيقية ولا ينالها بهجة عقلية لما يرى كلا من متعاطيها منهمكا فيما انقطعت السكينات الإلهية عن حواليه وامتنعت المعارف الربوبية عن الحلول فيه وتعذر عليه اخلاص النية الإلهية الصادرة عن حاق الجوهر النطقي من غير معاوقة همه دنياوية أو مصادمة طلبه عاجلية التي يرجى بها نيل السعادة الحقيقية وتعاطيها والاتصال بالفيض العلوي الذي يزال به الكمه (2) عن حدقه نفسه الموجود فيها بسبب انحصارها في عالم الغربة ووجودها في دار الجسد واحتباسها عن ملاحظة جمال الأبد ومعاينة الجلال السرمد ولا شك ان أقصى غاية يتأتى لاحد الموجودات الوصول إليها هو الكمال المختص به والملائم المنسوب اليه وكلما انحط عنه فهو نقصان بالحقيقة فيه وإن كان كمالا بالإضافة إلى ما