فليس من التشكيك في شئ وكذا التفاوت بالعينية والجزئية أو بالنوعية والجنسية بالنسبة إلى الفرد الاعتباري والفرد الحقيقي كالحيوان بالنسبة إلى الحيوان المأخوذ بشرط لا والمأخوذ بشرط شئ فان طبيعة الحيوان بالقياس إلى الأول عين ونوع باعتبارين وبالقياس إلى الثاني جزء وجنس كذلك فهذه الانحاء من التفاوت لا يسمى تشكيكا إذ هي واقعه في الماهيات بالضرورة والاتفاق.
إذا تقرر هذا فنقول انهم قد فرقوا بين اجزاء الماهية واجزاء الوجود بأنها إذا اخذت لا بشرط شئ يكون اجزاء الماهية وإذا اخذت بشرط لا شئ يكون اجزاء الوجود كما سيجئ في مبحث الماهية فالمأخوذ بالوجه الأول جنس أو فصل والمأخوذ بالوجه الثاني مادة أو صوره فجزء ا الجسم ان اخذا على الوجه الأول فجوهريتهما متقدمه على جوهرية الجسم ولا يلزم التشكيك لأنهما مع الجسم ليست من الافراد المتباينة للجوهر من هذه الحيثية وان اخذا على الوجه الثاني فكل منهما وإن كان مباينا للجسم لكنهما ليسا مقومين لحقيقة الجسم بهذا الاعتبار بل لوجوده فهما من حيث وجودهما مقومان لوجوده فيلزم الاختلاف في الوجود لا في الجوهرية.
والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على محمد وآله لقد تم القسم الأول من الأمور العامة من كتاب الاسفار وقد عنينا بتصحيح الكتاب وتنقيحه بقدر الوسع والامكان بمراجعة النسخ الخطية والمصححة بيد أساتذة الفن فجاء - بحمد الله جلت قدرته - على خير ما يرجى من الاتقان.
ولا يخفى على ذوي البصائر وأهل النظر انه قلما يوجد كتاب لا يقع فيه سهو أو غلط كلما يبذل فيه من الجهد والعناية ونحن لا نريد اخفاء الخطاءات الحاصلة من المصحح أو عامل المطبعة كما هو دين بعض ناشري الكتب ولذا أشرنا بها لئلا يعصى فهم مطالب الكتاب لقارئه الكريم فيرجى اصلاح الكتاب قبل مراجعته حتى لا يبقي هناك أدنى ابهام وأقل تشويش والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله عليه وآله الطاهرين.