الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٧
متعلق الجعل يكون على التبعية لا على الاستقلال فإذا لوحظت على الاستقلال بالالتفات إليها من حيث إنها في حد ذاتها ماهية من الماهيات ذهنية أو خارجيه استؤنف القول فيها هل هي في حد نفسها مفتقرة إلى جاعل أم تستغنى عنه من تلك الحيثية ويفتقر اليه في اتصافها بما لا يدخل في قوامها والحاكم في ذلك هو البرهان النير.
نظير ذلك (1) بحسب الكون الذهني التصور والتصديق فان التصور نوع من الادراك لا يتعلق الا بماهية الشئ اي شئ كان والتصديق نوع آخر منه يستدعى دائما طرفين وهما موضوع ومحمول بان يدخل النسبة بينهما في متعلقه على التبعية الصرفة فاثر التصور حصول نفس الشئ في الذهن واثر التصديق صيرورة الشئ شيئا ثم إن الجعل المؤلف يختص تعلقه بالعرضيات اللاحقة لخلو الذات عنها بحسب الواقع ولا يتصور تخلله بين الشئ ونفسه أو بين الشئ وذاتياته كقولنا الانسان انسان والانسان حيوان لان كون الشئ إياه أو بعض ذاتياته ضروري والضروري مستغن عن الجاعل.
لست أقول حصول نفس الشئ (2) أو نفس مقوماته مستغن عن العلة بالضرورة إذ هو حريم التنازع بين أصحاب المعلم الأول واتباع الرواقيين مع اتفاقهم (3) على عدم انفكاك التقوم عن الوجود المطلق لصحة سلب المعدوم عن نفسه خلافا لطائفه من المتكلمين وقد سبقت حكاية بعض من هوساتهم.

(1) بل هذا أيضا من افراد الجعل الا انه ذهني وجاعله الذهن كما قال فاثر التصور الخ س ره (2) اي حصول نفس الماهية بالجعل البسيط كما يقول به الاشراقي س ره (3) اي لا يتوهمن من كلام المشائين أصحاب المعلم الأول من أن الماهية ليست مجعوله بل الوجود مجعول ان مرتبه التقوم منفكة عن الوجود شئ وان شيئية الماهية غير مجعوله لغناها وثبوتها أزلا ولاجل هذا التوهم ذهب المحقق اللاهيجي إلى مجعولية الماهية وانه لا يتوهم هذا فلا مضايقة في الذهاب إلى جعل الوجود كما مر بل الوجود عندهم مقدم على الماهية كما قال العلامة الطوسي قده والماهية دون الجعل لكونها اعتبارا عقليا ومع هذا مجعوله بالعرض فيكون هذه النسبة أيضا محتاجة إلى الجاعل ومجعوله له اي بالذات وإن كان بالواسطة ولذا رد عليه بان هذا الاحتياج بالعرض س ره
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست