متعلق الجعل يكون على التبعية لا على الاستقلال فإذا لوحظت على الاستقلال بالالتفات إليها من حيث إنها في حد ذاتها ماهية من الماهيات ذهنية أو خارجيه استؤنف القول فيها هل هي في حد نفسها مفتقرة إلى جاعل أم تستغنى عنه من تلك الحيثية ويفتقر اليه في اتصافها بما لا يدخل في قوامها والحاكم في ذلك هو البرهان النير.
نظير ذلك (1) بحسب الكون الذهني التصور والتصديق فان التصور نوع من الادراك لا يتعلق الا بماهية الشئ اي شئ كان والتصديق نوع آخر منه يستدعى دائما طرفين وهما موضوع ومحمول بان يدخل النسبة بينهما في متعلقه على التبعية الصرفة فاثر التصور حصول نفس الشئ في الذهن واثر التصديق صيرورة الشئ شيئا ثم إن الجعل المؤلف يختص تعلقه بالعرضيات اللاحقة لخلو الذات عنها بحسب الواقع ولا يتصور تخلله بين الشئ ونفسه أو بين الشئ وذاتياته كقولنا الانسان انسان والانسان حيوان لان كون الشئ إياه أو بعض ذاتياته ضروري والضروري مستغن عن الجاعل.
لست أقول حصول نفس الشئ (2) أو نفس مقوماته مستغن عن العلة بالضرورة إذ هو حريم التنازع بين أصحاب المعلم الأول واتباع الرواقيين مع اتفاقهم (3) على عدم انفكاك التقوم عن الوجود المطلق لصحة سلب المعدوم عن نفسه خلافا لطائفه من المتكلمين وقد سبقت حكاية بعض من هوساتهم.