من الثلاثة الباقية فهو راجع إلى الجنس أو النوع كما لا يخفى فظهر ان الوجودات هويات عينيه ومتشخصات بذواتها من غير أن توصف بالجنسية والنوعية والكلية والجزئية بمعنى كونها مندرجة تحت نوع أو جنس أو بمعنى كونها متشخصة بأمر زائد على ذاتها بل انما هي متميزة بذاتها لا بأمر فصلى أو عرضي وإذ لا جنس لها ولا فصل لها فلا حد لها وإذ لا حد لها فلا برهان عليها لتشاركهما في الحدود كما مرت الإشارة اليه فالعلم بها اما ان يكون بالمشاهدة الحضورية أو بالاستدلال عليها بآثارها و لوازمها فلا تعرف بها الا معرفه ضعيفه فصل في أن حقيقة الوجود لا سبب لها بوجه من الوجوه انى لأظنك ممن يتفطن مما تلوناه عليك بان الوجود لا يمكن تأليف حقيقته من حيث هي من كثره عينيه خارجيه أو ذهنية فعليه أو عقلية تحليلية الست إذا نظرت إلى ما يتألف جوهر الذات منه ومن غيره وجدت الذات في سنخها وجوهرها مفتاقة اليهما وان لم يكن على أنها الأثر الصادر منهما بل على أن حقيقتها في أنها هي هي متعلقه القوام بهما بل جوهر الذات بعينه هو جوهر ذينك الجوهرين سواء ا كان بحسب خصوص الخارج أو الذهن أو الواقع مطلقا فإذا فرض لحقيقة الوجود من حيث هي هي مباد جوهرية قد ائتلف منها جوهر ذاته فكل واحد من تلك المقومات أو بعضها اما ان يكون محض حقيقة الوجود فالوجود قد حصل بذلك المبدء قبل نفسه واما ان يكون أو واحد منها امرا غير الوجود فهل المفروض حقيقة الوجود الا الذي هو ما وراء ذلك الامر الذي هو غير الوجود فالذي فرض مجموع تلك الأمور عاد إلى أنه بعضها أو خارج عنها.
وأيضا يلزم ان يكون غير الوجود متقدما على الوجود بالوجود وهو فطري الاستحالة قطعي الفساد.
وأيضا كان حصول حقيقية الوجود لتلك المقومات أيضا اقدم من حصولها لما يتقوم بها اي الوجود فيلزم حصول الشئ قبل نفسه فدار الوجود على نفسه وهو ممتنع