حركه الواحدة امر شخصي له هويه اتصالية من مبدء المسافة إلى منتهاها وابعاض المتصل الواحد وحدودها أيضا متحده بحسب الماهية النوعية وقد ادعوا بداهة هذه الدعوى في ابطال رأى ذيمقراطيس في مبادي الأجسام فيلزم من ذلك ان يكون مراتب الشديد والضعيف من السواد في تسود الجسم متحده في الماهية النوعية ولا استحاله في أن السلوك الاشتدادي يتأدى إلى شئ يخالف المسلوك فيه بحسب الحقيقة ولكن ليس حصولها (1) (2) من جهة كونه مما فيه السلوك بل من جهة كونه مما اليه أو منه السلوك وإن كان نفسه مما يقع فيه السلوك بحسب مراتبه كالحمره بين السواد والبياض فان الفطرة حاكمه بان الحمرة ليست بسواد ضعيف أو بياض ضعيف ولها أيضا مراتب شديده وضعيفه.
واما المقام الثالث فالشدة والضعف قد يعنى بهما ما يعرفه الجماهير ويدل عليه أدوات المبالغة وإن كان (3) موضوعها الأصلي بحسب اللغة هو القوة على الممانعة ومنه نقل إلى هذا المعنى ففي العرف لا يقال إن خط كذا أشد خطية من خط كذا كما يقال سواد كذا أشد سوادية من سواد كذا وكذا لا يقال هذا أخط من ذلك كما يقال هذا اسود من ذاك فمن نظر إلى استعمالات العرب بحسب العرف حكم بان الشدة والضعف يختص قبولهما بالكيفيات دون الكميات وغيرها والكميات انما تقبل