الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٣
بما يقتضيه حقيقته العينية وينتزع عنها الذاتيات الخارجية مثلا ما وجد في الذهن عند تصور الماء ليس جسما ولا سيالا ولا رطبا ولا ثقيلا بل هو كيفية نفسانية لكن الذهن لما حذف عن اشخاص المياه الموجودة مشخصاتها وعوارضها اللاحقة لوجوده حصلت له قوه وبصيرة روحانية (1) ينظر إلى حقيقة واحده هي مبدء المياه الجزئية وكوشف له مفهوم كلى يصدق عليها فيجعل ذلك الامر الصادق عليها مرآة لتعرف احكامها وأحوالها الخارجة وكذلك يستنبط ذاتياتها طبق ما لوحناك اليه سابقا وعلى هذا يحمل كلام القوم في انحفاظ الذاتيات هذا ما أردناه ان نقول في توجيه كلام هذا القائل المذكور.
وليعلم ان كلام المتأخرين أكثره غير مبين على أصول صحيحه كشفيه ومباد قويمة الهامية بل مبناه على مجرد الاحتمالات العقلية دون المقامات الذوقية وعلى الذايعات المقبولة دون المقدمات البرهانية ولذلك من رام منهم افاده تحقيق أو زيادة تدقيق انما جاء بالحاق منع ونقض فأصبحت مؤلفاتهم بتراكم المناقضات مجموعه من ظلمات بعضها فوق بعض فما خلص عن دياجيرها الا الأقلون وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فصل في بيان مخلص عرشي في هذا المقام وهاهنا مسلك آخر في حل بعض الاشكالات الواردة على القول بالوجود

(1) هي الوجود الوسيع المحيط للماء العقلي الذي هذه المياه الجزئية رقائقه والمفهوم الكلى المكشوف المتحد مع ذلك الوجود المحيط المنتزع عنه انما هو ماهيته لان كل ممكن مركب من ماهية ووجود فذلك المفهوم يحمل بهو هو على هذه الماهيات التي للجزئيات والرقائق وذلك الوجود الوسيع أيضا هو هذه الوجودات لكونه جامعا لها بنحو أعلى وابسط في مقام ذاته الشامخ وتلك الوجودات أيضا هي هو لكونها ظهوراته فهي حاكيه إياه بنحو الضعف وهو حاك إياها بنحو التمام هذا ما يلائم مذاق المصنف قده ولا يستقيم على مذاق السيد كما لا يخفى س ره
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست