بما يقتضيه حقيقته العينية وينتزع عنها الذاتيات الخارجية مثلا ما وجد في الذهن عند تصور الماء ليس جسما ولا سيالا ولا رطبا ولا ثقيلا بل هو كيفية نفسانية لكن الذهن لما حذف عن اشخاص المياه الموجودة مشخصاتها وعوارضها اللاحقة لوجوده حصلت له قوه وبصيرة روحانية (1) ينظر إلى حقيقة واحده هي مبدء المياه الجزئية وكوشف له مفهوم كلى يصدق عليها فيجعل ذلك الامر الصادق عليها مرآة لتعرف احكامها وأحوالها الخارجة وكذلك يستنبط ذاتياتها طبق ما لوحناك اليه سابقا وعلى هذا يحمل كلام القوم في انحفاظ الذاتيات هذا ما أردناه ان نقول في توجيه كلام هذا القائل المذكور.
وليعلم ان كلام المتأخرين أكثره غير مبين على أصول صحيحه كشفيه ومباد قويمة الهامية بل مبناه على مجرد الاحتمالات العقلية دون المقامات الذوقية وعلى الذايعات المقبولة دون المقدمات البرهانية ولذلك من رام منهم افاده تحقيق أو زيادة تدقيق انما جاء بالحاق منع ونقض فأصبحت مؤلفاتهم بتراكم المناقضات مجموعه من ظلمات بعضها فوق بعض فما خلص عن دياجيرها الا الأقلون وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فصل في بيان مخلص عرشي في هذا المقام وهاهنا مسلك آخر في حل بعض الاشكالات الواردة على القول بالوجود